المغرب نقطة انطلاق استراتيجية للتوسع الصيني في إفريقيا والبحر الأبيض المتوسط
أفاد تقرير حديث صادر عن منظمة “The Observer Research Foundation” الهندية بأن استقرار المملكة المغربية وموقعها الاستراتيجي جعلاها منصة رئيسية للتوسع الاقتصادي والتجاري للصين في منطقتي البحر الأبيض المتوسط وأفريقيا.
وأوضح التقرير أن المغرب أصبح أول دولة مغاربية تُوقع خطة تنفيذ مبادرة “الحزام والطريق” الصينية في عام 2022، وهو ما يعكس تعميق التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات.
ومن أبرز مكونات هذه المبادرة هو “طريق الحرير الرقمي”، الذي يمثل ذراع المبادرة التكنولوجي ويهدف إلى نشر بنية تحتية رقمية متطورة تشمل شبكات الإنترنت فائقة السرعة، مراكز التجارة الإلكترونية، والمدن الذكية.
وأشار التقرير إلى أن الشركات الصينية الكبرى مثل “هواوي” و”ZTE” تساهم بشكل فعال في تنفيذ هذا المشروع، حيث تقدم حلولاً مبتكرة لبناء شبكات الألياف الضوئية بأسعار أقل مقارنة بنظيراتها الأوروبية والأمريكية.
كما أبرز التقرير أن موقع المغرب الجغرافي المتميز، الذي يربط بين البحر الأبيض المتوسط، وأفريقيا جنوب الصحراء، والمحيط الأطلسي، يعزز مكانته كمركز اقتصادي هام ويجعل منه نقطة جذب للاستثمارات الأجنبية.
ووفقًا للتقرير، أصبحت الصين ثالث أكبر مُصدّر للبضائع إلى المغرب في عام 2023، مما يعكس نمو حجم التعاون التجاري بين البلدين. كما استفاد المغرب من اتفاقيات التجارة الحرة التي وقعها مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، ما منحه مزايا كبيرة في تسهيل دخول الشركات الصينية إلى أسواق واسعة.
وأضاف التقرير أن مدينة طنجة أصبحت مركزًا صناعيًا مهمًا في المنطقة، حيث تقوم العديد من الشركات الصينية الكبرى مثل “BYD” و”CNGR” بإنشاء مصانع لصناعة بطاريات السيارات الكهربائية ومكونات السيارات. هذه المشاريع تستفيد من الموقع الاستراتيجي للمغرب، مما يعزز قدرته على تصدير المنتجات إلى الأسواق الأوروبية والأمريكية.
وفي ختام التقرير، أشار إلى أن مبادرة “طريق الحرير الرقمي” الصينية تواجه منافسة من مبادرات أخرى مثل “البوابة العالمية” التي أطلقها الاتحاد الأوروبي ومبادرة “ماتيي” الإيطالية، لكن الشراكة الاستراتيجية بين المغرب والصين تظل عنصرًا أساسيًا في دفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المملكة.