مع اقتراب نهاية عام 2024، قدم مركز التحول الصناعي الدولي تحليلاً معمقًا للاتجاهات المؤثرة في قطاع التصنيع على المستوى العالمي.
وفقًا لتقرير التحديث الصناعي، فقد واجه القطاع العديد من التحديات الاقتصادية والأمنية، بما في ذلك الهجمات السيبرانية التي استهدفت الشركات في شتى أنحاء العالم وتعطل سلاسل التوريد، ولكنه أظهر أيضًا تطورًا ملحوظًا في مجالات الابتكار والاستدامة.
وأوضح التقرير أن الهجمات السيبرانية ضد شركات التصنيع شهدت تصاعدًا كبيرًا في عام 2024. فقد تضاعفت هجمات الفدية، مما أسفر عن خسائر تقدر بحوالي 2.4 مليون دولار لكل شركة مستهدفة.
كما أظهرت بيانات شركة “أي بي إم” أن متوسط الخسائر الناتجة عن الهجمات السيبرانية في القطاع الصناعي بلغ 5.56 مليون دولار، مع وجود حالات تجاوزت فيها الخسائر 200 مليون دولار.
وبالنظر إلى هذا التصعيد، يتوقع مركز التحول الصناعي زيادة الاستثمارات في الأمن السيبراني على المدى القصير لمواجهة هذه التهديدات المستمرة.
ورغم الاهتمام المتزايد بمسألة الاستدامة، أشار تقرير أهداف التنمية المستدامة لعام 2024 إلى أن التقدم في هذا المجال كان بطيئًا جدًا.
فقد تم تحديد فجوة استثمارية بقيمة 4 تريليونات دولار سنويًا في الدول النامية، ما يعكس ترددًا في تخصيص الأموال الضرورية وغياب الالتزام من بعض القادة الصناعيين.
ووفقًا لمركز التحول الصناعي الدولي، سيحتاج قادة الصناعة إلى تكثيف جهودهم في العام 2025 لتسريع تنفيذ خطط الاستدامة وتحقيق تقدم ملموس في هذا المجال.
أحدث الذكاء الاصطناعي التوليدي تحولًا كبيرًا في الطريقة التي يتم بها تحسين كفاءة الإنتاج الصناعي. فقد أشار المنتدى الاقتصادي العالمي إلى أن سوق الذكاء الاصطناعي في القطاع الصناعي بلغ حجمه أكثر من 3 مليارات دولار في عام 2023، مع توقعات بتجاوز هذا الرقم ليصل إلى أكثر من 20 مليار دولار بحلول عام 2028.
كما ساعدت هذه التقنيات في تحليل البيانات المتقدمة، مما أسهم في تحسين الإنتاجية والتنبؤ بالأنماط المستقبلية. وبناءً على ذلك، يوصي مركز التحول الصناعي العالمي بتوسيع استخدام هذه التقنيات لتعزيز القدرة التنافسية المستدامة للشركات.
و في ظل قوانين جديدة مثل توجيه العناية الواجبة للاستدامة (CSD) في الاتحاد الأوروبي، وقانون “شراء المنتجات الأمريكية”، تتزايد الضغوط على الشركات للامتثال للتشريعات العالمية.
وأوضح تقرير التحديث الصناعي أن الشركات الأمريكية تواجه نحو 297,696 لائحة تنظيمية، مما يعكس أهمية التزام الشركات بالقوانين للحفاظ على استمرارية أعمالها.
وبالتالي، يوصي مركز التحول الصناعي بأن الامتثال لهذه التشريعات أصبح ضرورة استراتيجية في ظل البيئة التنظيمية المتغيرة.
يتوقع مركز التحول الصناعي الدولي أن يواصل قطاع التصنيع مواجهة تحديات اقتصادية وتكنولوجية في عام 2025. ومع ذلك، يُتوقع أيضًا أن تظل الابتكارات التكنولوجية، خاصة في مجالات الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي، في طليعة الاستراتيجيات التي ستمكن الشركات من الحفاظ على تنافسيتها.
وفي هذا السياق، يدعو التقرير الشركات إلى تعزيز قدراتها على الابتكار واعتماد التحول الرقمي لضمان النجاح في المستقبل.