انخفاض أسعار الليثيوم يؤدي إلى تقليص الإنتاج في الصين وأستراليا
أدى انخفاض أسعار الليثيوم هذا العام إلى تقليص الإنتاج في كل من الصين وغرب أستراليا، حيث يسعى المنتجون لتقليل الخسائر والحد من الفائض الكبير الذي يهيمن على السوق ويؤثر على الأسعار.
ومع ذلك، يرى المحللون أن فائض العرض سيستمر في السوق العالمية وقد لا يتحقق التوازن حتى عام 2027.
أحد الأسباب الرئيسية لفائض العرض المستمر هو أن المنتجين في أستراليا، وكذلك في الصين إلى حد ما، يقومون بتقليص الإنتاج وتأجيل زيادة مشاريعهم، في حين أن مناجم الليثيوم في إفريقيا التي يملكها صانعو البطاريات الصينيون لا تُظهر نفس الاتجاه في تقليص العرض.
ز في هذا السياق، أفاد المطلعون على الصناعة والمحللون لوكالة رويترز بأن المناجم في زيمبابوي وغيرها تواصل العمل، حيث تواصل شركات تصنيع البطاريات الصينية عمليات التعدين للحصول على إمدادات منخفضة التكلفة من الليثيوم، مما يساعدها على الحفاظ على حصتها في السوق.
نتيجة لذلك، يُتوقع أن يستمر فائض العرض في السوق لمدة عامين آخرين، مع توقعات بعدم تحقيق التوازن حتى عام 2027 وفقًا لتقديرات UBS. حيث يواصل البنك توقع أن يزيد المعروض من الليثيوم بنسبة 25% هذا العام و15% العام المقبل، بالرغم من التخفيضات الأخيرة في مناجم الليثيوم في أستراليا.
وتحركت شركات تعدين الليثيوم العالمية لتقليص الإنتاج وتقليص عدد موظفيها في محاولة للتكيف مع الظروف الصعبة في السوق.
ففي الشهر الماضي، أعلنت شركة “Mineral Resources” الأسترالية عن إغلاق منجم “Bald Hill” في ظل تراجع أسعار الليثيوم، بينما قررت “Liontown Resources” تقليص الإنتاج في مشروع “Kathleen Valley” بهدف التركيز على خامات ذات هوامش ربح أعلى بتكاليف أقل. كما أعلنت شركة “Pilbara Minerals” عن تعليق مصنع معالجة الليثيوم في غرب أستراليا.
في المقابل، سجلت شركة “Albemarle”، أكبر منتج لليثيوم في العالم، خسارة صافية بلغت 1.1 مليار دولار في الربع الثالث من العام الجاري وسط انخفاض الأسعار في سلسلة قيمة الليثيوم.
وللتكيف مع هذه الظروف، أعلنت “Albemarle” عن خفض قوتها العاملة بنسبة 6-7% وتقليص نفقاتها الرأسمالية لعام 2025 بنحو 50% مقارنة بعام 2024.
وأشار إريك نوريس، كبير مسؤولي التجارة في “Albemarle”، إلى أن تخفيضات العرض من الصين يتم تعويضها جزئيًا من خلال الإنتاج في إفريقيا، الذي يخدم السوق الصينية المتنامية.
وأضاف أن السوق العالمية لليثيوم لا تزال مجزأة، مع العديد من الشركات الناشئة التي تعمل على رفع مشاريع الليثيوم لتعزيز حصتها في السوق.
وفيما يتعلق بالطلب، يواصل قطاع السيارات الكهربائية في الصين النمو بشكل قوي، مما يعزز الحاجة إلى إمدادات الليثيوم منخفضة التكلفة.
وتشهد مبيعات المركبات الكهربائية في الصين قفزة كبيرة، حيث سجل نوفمبر الماضي أكبر ارتفاع في مبيعات السيارات الكهربائية مقارنة بتلك التي تعمل بالبنزين.
رغم ذلك، لا يزال فائض العرض يتفوق على الطلب في سوق الليثيوم العالمية، مما يعني أن الأسعار قد تظل منخفضة خلال العام المقبل على الأقل.
ومع ذلك، يتوقع البعض أن مرحلة إعادة التخزين للليثيوم المعالج للبطاريات قد تسرع من تحقيق التوازن في السوق. ويقول ويل آدامز، رئيس أبحاث المعادن الأساسية في “Fastmarkets”، إن الفترة المقبلة قد تشهد تقلبات في العرض والطلب، لكن إعادة تخزين الإمدادات قد يعزز الأسعار بشكل ملحوظ في المستقبل القريب.