الاقتصاديةالشركات

جينسن هوانج: عبقرية القيادة التي حولت “إنفيديا” إلى عملاق الذكاء الاصطناعي

إدارة شركة ضخمة مثل “إنفيديا” ليست مهمة سهلة، بل هي معقدة ومليئة بالتحديات منذ تأسيسها وحتى أصبحت واحدة من الشركات الرائدة في صناعة رقائق الذكاء الاصطناعي وأحد أكثر الشركات قيمة في العالم.

ومع ذلك، فإن نجاح “إنفيديا” يعود بشكل كبير إلى أسلوب القيادة الفريد الذي اتبعه المدير التنفيذي والشريك المؤسس “جينسن هوانج”، الذي استطاع تطبيق استراتيجيات إدارية مبتكرة ساعدت في دفع الشركة إلى القمة.

تأسست “إنفيديا” في عام 1993 في مطعم صغير في كاليفورنيا، حيث اجتمع هوانج مع زملائه المؤسسين لتأسيس الشركة التي ستصبح فيما بعد من بين الشركات السبع الكبرى في العالم، وهي الشركات التي تضم “أمازون”، “ألفابت”، “آبل”، “ميتا”، “مايكروسوفت”، “تسلا” و”إنفيديا”.

وقد ساهمت “إنفيديا” في تشكيل المستقبل التكنولوجي من خلال ابتكاراتها في مجال الذكاء الاصطناعي ورقائق المعالجة.

ومنذ البداية، كان هوانج يهتم بشكل خاص بما يفكر فيه ويتحدث عنه موظفوه، حيث يعتبر أن الاستماع إلى الأفكار التي يطرحها الجميع من مختلف المستويات داخل الشركة هو أحد أهم العوامل التي تساعد “إنفيديا” في مواكبة الابتكارات التكنولوجية المتسارعة.

ecddfa88 ed6c 4b24 9ed0 80dbc69f1eaf Detafour

يستيقظ هوانج يوميًا في الساعة السادسة صباحًا ويبدأ يومه بممارسة الرياضة قبل أن يبدأ العمل الذي يمتد لما يقارب 14 ساعة يوميًا.

وعلى الرغم من ثروته الضخمة التي تقدر بحوالي 118 مليار دولار، إلا أنه يصرح دائمًا بشغفه العميق بالعمل، قائلاً: “العمل شيء رائع، أعمل قدر استطاعتي، أعمل سبعة أيام في الأسبوع، وعندما لا أعمل، أفكر في العمل”.

إحدى الاستراتيجيات الإدارية البارزة التي يتبعها هوانج هي طلب إرسال رسائل يومية تحت مسمى “أهم 5 أشياء” أو Top-5 Things، التي يطلب من موظفيه إرسالها بشكل يومي.

تتضمن هذه الرسائل أفكار الموظفين، ما يعملون عليه، وما يلاحظونه في محيط عملهم. هذه الرسائل، التي يتم إرسالها حتى قبل أن تتجاوز “إنفيديا” تريليون دولار من حيث القيمة السوقية، أصبحت وسيلة هوانج المفضلة لتنظيم الشركة وجعلها أكثر مرونة في التعامل مع التغيرات السريعة في صناعة التكنولوجيا.

القيمة السوقية التي اكتسبتها الشركات الأمريكية الكبرى هذا العام (حتى السادس من ديسمبر)

الشركة

القيمة المضافة
(تريليون دولار)

إنفيديا

2.27

آبل

0.68

مايكروسوفت

0.50

أمازون

0.82

ألفابت

0.39

ميتا

0.67

تسلا

0.46

بيركشاير هاثاواي

0.24

 

ويُنظر إلى هذه الرسائل باعتبارها مصدرًا مهمًا للحصول على “معلومات من الحافة”، حيث تتيح له الوصول إلى الأفكار التي قد لا يصل إليها عبر الطرق التقليدية للإدارة.

ولا تقتصر هذه الرسائل على كونها تقارير يومية، بل هي أداة للتواصل المباشر بين هوانج وموظفيه، ما يخلق بيئة عمل تتسم بالشفافية ويسمح للأفكار بالمرور دون عوائق إدارية.

18e98b24 7b0a 4ec2 bd9c 0ebaeab223c4 Detafour

و على الرغم من حجم “إنفيديا” العالمي، يفضل هوانج العمل في غرفة الاجتماعات بدلاً من المكتب المنعزل، ويعتمد بشكل كبير على العصف الذهني الجماعي على السبورة البيضاء.

ويميل إلى تجنب الاجتماعات غير الضرورية، حيث يعطي الأولوية للكفاءة على التفاصيل الدقيقة أو الروتين الإداري.

ويتجنب هوانج أيضًا الاجتماعات الفردية، إذ يعتقد أن هذه الاجتماعات تمنع الجميع من التعلم بشكل جماعي. في تصريح له، قال: “كل ما أقوله تقريبًا، أقوله للجميع في نفس الوقت”، مشيرًا إلى أن التعلم من أخطاء الآخرين هو أفضل طريقة للتقدم.

ما يميز أسلوب “هوانج” هو أن فلسفته في القيادة تجعل “إنفيديا” شركة منخفضة التسلسل الهرمي، حيث يتواصل الموظفون بشكل مباشر مع القيادة العليا.

كما أكد “إيلون ماسك” على إعجابه بأسلوب هوانج في القيادة، مشيرًا إلى أنه صمم “إنفيديا” لتكون منظمة بأقل قدر من التسلسل الإداري، مما يعزز من مرونتها وسرعة اتخاذ القرارات.

بفضل هذه الحيل الإدارية الرائدة وأساليب القيادة غير التقليدية، استطاع هوانج أن يقود “إنفيديا” لتصبح واحدة من أكبر الشركات في العالم في مجال التكنولوجيا، محققًا نجاحًا هائلًا في عالم رقائق الذكاء الاصطناعي والتقنيات المستقبلية.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى