أسعار النفط تعزز مكاسبها بفعل المخاطر الجيوسياسية في الشرق الأوسط
واصلت أسعار النفط تحقيق مكاسبها خلال تعاملات الإثنين، مدفوعة بارتفاع علاوة المخاطر الجيوسياسية وسط القلق من تأثر إمدادات النفط في منطقة الشرق الأوسط بالتطورات السياسية الأخيرة في سوريا، بعد رحيل الرئيس بشار الأسد عن السلطة في عطلة نهاية الأسبوع الماضي.
و ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت القياسي تسليم فبراير بنسبة 1.17% أو 82 سنتاً، ليصل إلى 71.94 دولار للبرميل، بعد أن لامس 71.12 دولار في وقت سابق من الجلسة.
كما صعدت العقود الآجلة لخام نايمكس الأمريكي تسليم يناير بنسبة 1.29% أو 87 سنتاً، ليصل إلى 68.07 دولار للبرميل.
يأتي هذا الارتفاع لتعويض جزء من الخسائر التي تكبدها الخامان بنهاية الأسبوع الماضي، حيث تراجع خام برنت بأكثر من 2.5%، فيما هبط خام نايمكس بنسبة 1.2%.
ورغم هذه الخسائر، أعلنت “أوبك+” يوم الخميس الماضي عن قرارها بالإبقاء على تخفيضات الإنتاج الطوعية حتى أبريل المقبل.
وفي تعليق له لوكالة “رويترز”، أشار “توموميتشي أكوتا” الخبير الاقتصادي لدى “ميتسوبيشي يو إف جي ريسرش”، إلى أن التطورات السياسية في سوريا أضافت مزيداً من عدم اليقين في المنطقة، مما ساعد في دعم سوق النفط.
وفيما يتعلق بالاقتصاد العالمي، كان تراجع التضخم في الصين عاملاً آخر ساعد في تعزيز الأسعار، حيث أظهرت البيانات الرسمية اليوم تباطؤ التضخم السنوي في أسعار المستهلكين إلى 0.2% في نوفمبر، وهو أدنى مستوى له منذ خمسة أشهر.
كما أظهرت البيانات انكماش أسعار المنتجين في القطاع الصناعي بنسبة 2.5% على أساس سنوي.
وعلى الرغم من المخاوف المستمرة بشأن وفرة إمدادات النفط في عام 2025 بسبب زيادة الإنتاج المتوقع من الدول غير الأعضاء في “أوبك+”، لا تزال الأسواق تتأثر بتطورات جيوسياسية وأمور اقتصادية أخرى.
وفي هذا الصدد، تعهد قادة الحزب الشيوعي الصيني بتبني سياسات مالية نشطة في عام 2025، بالإضافة إلى تدابير نقدية تيسيرية لدعم الطلب المحلي، مما أضاف مزيداً من الدعم لأسعار النفط خلال جلسة اليوم.