مجلس المنافسة يفتح تحقيقًا في سوق الدواجن لمكافحة الممارسات الاحتكارية وضبط الأسعار
أعلن مجلس المنافسة، اليوم، عن بدء تحقيق شامل في سوق الدواجن بهدف تحليل الوضع التنافسي ودراسة الممارسات التجارية التي قد تسهم في رفع أسعار الدواجن.
ويشمل التحقيق أيضًا أسواق الأعلاف المركبة والكتاكيت ذات اليوم الواحد، باعتبارها أسواقًا مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بقطاع الدواجن.
وجاء هذا التحقيق في أعقاب الشكاوى المتزايدة من مربي الدواجن، الذين يعانون من الارتفاع الكبير في تكاليف الإنتاج.
حيث تمثل الأعلاف المركبة 75% من تكلفة إنتاج الدواجن، وبالتالي فإن أي زيادة في أسعار الأعلاف تؤدي إلى زيادة كبيرة في التكاليف، ما يرفع بدوره أسعار الدواجن في الأسواق.
ولم تقتصر الزيادة على الأعلاف فقط، بل شملت أيضًا الكتكوت ذي اليوم الواحد، الذي يعتبر أحد المدخلات الأساسية في الإنتاج.
فقد ارتفع سعره من 5 دراهم قبل ثلاث سنوات إلى 14 درهمًا في العام الحالي، مما يزيد العبء المالي على المربين الذين يواجهون صعوبة في تغطية التكاليف المتزايدة.
وأشار البلاغ إلى أن اختلال التوازن بين أسعار الدواجن في المزارع وأسعارها في الأسواق قد أدى إلى زيادة الضغط على السوق.
حيث يبيع المربون الدواجن بأسعار منخفضة في المزارع، في حين ترتفع الأسعار بشكل ملحوظ عند وصولها إلى المستهلك، مما يثير تساؤلات حول غياب الرقابة على السوق وفتح المجال أمام الوسطاء لزيادة الأسعار دون مبرر واضح.
وأضاف البلاغ أن هذه الزيادة في الأسعار تؤثر سلبًا على كل من المستهلكين والمربين على حد سواء. فالمستهلكون يعانون من ارتفاع الأسعار، بينما يبيع المربون الدواجن بأسعار لا تغطي تكاليفهم، ما يؤدي إلى خسائر مالية كبيرة لهم.
ويهدف التحقيق الذي فتحه مجلس المنافسة إلى دراسة هذه الاختلالات وتحديد ما إذا كانت هناك ممارسات احتكارية أو غير قانونية في أسواق الأعلاف والكتاكيت.
كما يسعى المجلس إلى فحص الهيكل التنافسي للسوق وتحليل تأثير هذه الممارسات على الأسعار، بهدف ضمان بيئة تنافسية عادلة تحسن وضع المربين وتخفض الأسعار لصالح المستهلكين.
وفي نفس السياق، كانت المجموعة النيابية للعدالة والتنمية قد طالبت في نوفمبر الماضي بتدخل مجلس المنافسة لمراقبة مدى احترام الفاعلين في قطاع الدواجن والبيض لمبادئ المنافسة الحرة.
كما شددت على ضرورة حماية السوق من احتكار بعض الفاعلين الذين قد يلجؤون إلى التواطؤ والاتفاقات غير القانونية، مما يضر بالقدرة الشرائية للمواطنين.
وفي هذا الإطار، ذكر رئيس المجموعة النيابية عبد الله بووانو أن قطاع الدواجن يعد من القطاعات الحيوية في المجال الفلاحي، حيث حقق رقم معاملات بلغ 32,4 مليار درهم في سنة 2022، ويعتبر مصدرًا هامًا للتشغيل، موفرًا حوالي 465 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة.
وأوضح أن إنتاج لحوم الدواجن في المغرب شهد تطورًا ملحوظًا، حيث انتقل من 70 ألف طن سنة 1980 إلى 695 ألف طن في عام 2023، مما أدى إلى زيادة استهلاك اللحوم البيضاء من 5,5 كيلوغرامات للفرد في 1995 إلى 20 كيلوغرامًا في 2023.
كما شهد إنتاج البيض زيادة كبيرة، حيث وصل إلى أكثر من 5,5 مليار بيضة للاستهلاك سنويًا.
