معهد بريطاني: المغرب قد يصبح ساحة صراع تجاري بين القوى الكبرى
أكد تقرير صادر عن معهد “Chatham House” البريطاني أن زيارة الرئيس الصيني شي جين بينج إلى المغرب في نونبر 2023 تعكس الأهمية الاستراتيجية للمملكة في تعزيز هيمنة الصين على صناعة السيارات الكهربائية.
الزيارة، التي تمت بعد قمة مجموعة العشرين في البرازيل، تُظهر كيف يسعى المغرب إلى أن يكون محورًا في نقل هذه الصناعة إلى أسواق أوروبا وأمريكا.
المغرب، الذي يعد عضوًا في مبادرة الحزام والطريق الصينية منذ عام 2017، يشكل منصة مثالية للصين لمواجهة السياسات الحمائية المتزايدة في أوروبا والولايات المتحدة.
ففي الوقت الذي تعمل فيه قوانين مثل الصفقة الخضراء للاتحاد الأوروبي وقانون خفض التضخم الأمريكي على حماية سلاسل التوريد وتقليص الاعتماد على الصين، فإن المغرب يستفيد من اتفاقيات التجارة الحرة التي تجمعه مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ومنطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية.
في هذا السياق، يُعتبر المغرب نقطة انطلاق مثالية لصانعي السيارات الكهربائية الصينيين لتجاوز القيود المفروضة على صادراتهم إلى الأسواق الغربية.
ذلك أن المملكة تسيطر على 72% من احتياطيات الفوسفات في العالم، وهو المعدن الأساسي لصناعة بطاريات السيارات الكهربائية.
كما أن قربها الجغرافي من أسواق الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وأفريقيا يساعد في تقليل تكاليف الشحن، ما يجعلها خيارًا جذابًا.
تجدر الإشارة إلى أن المغرب يمتلك بنية تحتية متطورة لصناعة السيارات، بما في ذلك طرق وسكك حديدية حديثة، بالإضافة إلى العمالة المدربة بكفاءة. كل هذه العوامل تعزز قدرة المملكة على جذب الاستثمارات في هذا القطاع الحيوي.
مع زيادة المنافسة بين الشركات الصينية والغرب، يُتوقع أن يسهم المغرب بشكل متزايد في دعم توسع صناعة السيارات الكهربائية الصينية في الأسواق الغربية.