باول: بيتكوين ليست بديلًا للدولار بل هي منافس للذهب
في تصريح لافت خلال قمة “ديل بوك” (DealBook) التي نظمتها صحيفة نيويورك تايمز في مانهاتن، أكد رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، جيروم باول، أن بيتكوين ليست بديلاً محتملاً للدولار الأمريكي، بل تقترب أكثر من الذهب في كونها أصلًا مضاربيًا.
وأضاف باول أن “بيتكوين، مثل الذهب، هي أصل افتراضي يعاني من تقلبات حادة، ولا يستخدمها الناس كوسيلة دفع أو كخزان للقيمة”. وتابع بالقول: “إنها ليست منافسًا للدولار، بل هي منافس للذهب”.
تأتي تصريحات باول في وقت تشهد فيه الساحة السياسية الأمريكية دعماً متزايداً للعملات الرقمية من قبل الإدارة الجديدة للرئيس دونالد ترامب. ففي خطوة لافتة، رشح ترامب بول أتكينز ليحل محل غاري غينسلر في لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية، ويُعرف أتكينز بتوجهاته الداعمة لتخفيف القيود التنظيمية على العملات الرقمية.
وكان غينسلر قد اتخذ موقفًا متشددًا ضد هذا القطاع بعد الأزمات التي عصفت بسوق العملات الرقمية في عام 2022.
خلال حملته الانتخابية، وصف ترامب نفسه بـ”مرشح العملات الرقمية”، وأعلن عن تقبل تبرعات انتخابية بعملات رقمية مثل بيتكوين، إيثيريوم، دوجكوين، وسولانا.
وفي مؤتمر بيتكوين الذي عُقد في يوليو الماضي، تعهد ترامب بإقامة احتياطي وطني لبيتكوين، مشددًا على أن الولايات المتحدة يجب أن تصبح “عاصمة العملات الرقمية” أو تخاطر بالتخلف أمام دول مثل الصين.
و في ظل هذه الأجواء السياسية، شهدت بيتكوين صعودًا ملحوظًا في قيمتها، حيث سجلت ارتفاعات قياسية بعد فوز ترامب في الانتخابات الأخيرة.
فبعد أن تجاوزت قيمتها حاجز 98,000 دولار، ارتفعت بشكل مفاجئ إلى أكثر من 100,000 دولار بعد ترشيح أتكينز.
مع سوق قيمته تقترب من 2 تريليون دولار، أصبحت بيتكوين الآن ثامن الأصول الأكثر قيمة في العالم، متفوقةً على الفضة، لكن لا تزال بعيدة عن الذهب الذي تصل قيمته السوقية إلى حوالي 18 تريليون دولار.
وعند سؤاله عن امتلاكه لأي عملات رقمية، رد باول قائلاً: “غير مسموح لي بذلك”.
ورغم القوة المستمرة للدولار الأمريكي هذا العام، فإن كلاً من الذهب وبيتكوين حققا مكاسب كبيرة. فقد ارتفع الذهب بنسبة 28% منذ بداية عام 2024، بينما سجلت بيتكوين زيادة ضخمة بنسبة 140%.
ورغم أن كلا الأصلين يتم تسعيرهما بالدولار الأمريكي، إلا أن البيانات تُظهر استمرار هيمنة الدولار رغم التغيرات الملحوظة في الأسواق.
تتوجه تصريحات باول إلى رؤية مفادها أن العملات الرقمية، وعلى رأسها بيتكوين، يجب أن تُنظر إليها كأصول استثمارية بحتة، أكثر من كونها بدائل مالية.
وفيما يواصل سوق العملات الرقمية مسيرته نحو المزيد من النمو، يبقى السؤال الأهم: هل يمكن لبيتكوين أن تتخذ مكانة الذهب كملاذ آمن في ظل التوترات الجيوسياسية والأزمات الاقتصادية العالمية، أم ستظل مجرد أداة مضاربية عابرة؟