المغرب يعزز مكانته كمحور عالمي للتعدين المستدام
في إطار سعيه المستمر لتعزيز مكانته الريادية في قطاع التعدين، يواصل المغرب تأكيد دوره الحيوي في دفع عجلة التحول الطاقي المستدام.
وبفضل موارده الطبيعية الغنية والاحتياطات الواعدة، إلى جانب بنية تنظيمية متطورة، يُعتبر القطاع التعدين أحد الركائز الأساسية في استراتيجية المملكة لتحقيق التنمية المستدامة.
خلال كلمتها الافتتاحية في الدورة الأولى للمؤتمر الدولي للمعادن، الذي عُقد في مراكش في 3 دجنبر 2024، شددت وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، ليلى بنعلي، على قدرة المغرب الفائقة في إنتاج الإلكترونيات الجزيئية والمعادن والمنتجات ذات الانبعاثات الكربونية المنخفضة أو الخالية منها، مما يضعه في طليعة الدول التي تسعى لتحقيق التنمية المستدامة.
وأوضحت الوزيرة أن المغرب يمتاز بموقع جغرافي استراتيجي بين إفريقيا وأوروبا والحوض الأطلسي، وهو ما يعزز دوره كمحور أساسي للتبادل التجاري والتكنولوجي بين التكتلات الجيو-سياسية الكبرى، ويسهم في تعزيز الابتكار في قطاع التعدين على الصعيدين الإقليمي والعالمي.
كما أكدت بنعلي التزام المملكة التام بتحقيق التنمية المستدامة، مشيرة إلى أن جميع المعادن والإلكترونيات الجزيئية التي يتم إنتاجها أو تمر عبر المغرب هي منتجات صديقة للبيئة، ما يعزز مكانة المملكة كممر طاقي وتجاري رئيسي بين القارتين الإفريقية والأوروبية وبقية العالم.
وتم تنظيم هذا المؤتمر، الذي أقيم تحت رعاية فيدرالية الصناعة المعدنية، وبدعم من وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، ووزارة الصناعة والتجارة، والوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات، لتسليط الضوء على جهود المغرب في استغلال المعادن بشكل مستدام، وكذلك لتعريف المشاركين بالإصلاحات التي أُدخلت في القطاع، وتبادل الفرص الاستثمارية وسبل التمويل المبتكرة للمشاريع التعدينية.
ويهدف المؤتمر الذي يحمل شعار “المغرب كمركز عالمي لصناعة تعدين مستدامة تخدم التحول الطاقي”، إلى تعزيز مكانة المغرب كمحور استراتيجي في سوق التعدين العالمي، من خلال استراتيجيات تنويع الموارد المعدنية، تحسين سلاسل القيمة من خلال المعالجة المحلية للمواد التعدينية، وتطوير علاقة متكاملة بين قطاعي التعدين والطاقة، بالإضافة إلى إيجاد توازن بين استغلال المعادن وحماية البيئة.
كما يتطلع المؤتمر إلى تعزيز التواصل بين الفاعلين في القطاع، من خلال تطوير أول معرض استثماري في مجال التعدين في شمال إفريقيا، بالإضافة إلى برنامج متنوع يشمل جلسات نقاش حول التحول الطاقي وصناعة التعدين، واستعراض تجارب المغرب الناجحة في مجالات الفوسفاط والكوبالت.