دونالد ترامب يهدد بفرض رسوم جمركية على أكبر شركاء التجارة: هل هي بداية حرب تجارية جديدة؟
في اليوم الأول لعودته إلى البيت الأبيض، أعلن “دونالد ترامب” عزمه على فرض رسوم جمركية جديدة على أكبر ثلاثة شركاء تجاريين للولايات المتحدة: الصين، المكسيك، وكندا، في خطوة تعكس جديته في تجديد المواجهة التجارية التي يرى أنها تضر بالاقتصاد الأمريكي.
ووفقًا لما كتبه ترامب على منصة “تروث سوشيال”، فإنه ينوي فرض رسوم بنسبة 25% على كافة واردات السلع من المكسيك وكندا، و10% على السلع الصينية.
واعتبر ترامب أن هذه الرسوم جزء من جهوده لمكافحة الهجرة غير الشرعية وتهريب المخدرات، بالإضافة إلى الرسوم الحالية التي تفرضها الولايات المتحدة على المنتجات الصينية التي تتراوح بين 15% بعد المرحلة الأولى من الحرب التجارية التي بدأها في 2018.
صادرات كندا إلى الولايات المتحدة في الأشهر الاثني عشر الأخيرة | |
الصادرات | القيمة |
الطاقة | 122.83 |
السيارات والشاحنات | 57.03 |
السلع الاستهلاكية | 44.51 |
المنتجات المعدنية | 36.86 |
جذوع الأشجار والورق | 27.52 |
الآلات | 23.0 |
المنتجات الزراعية | 20.09 |
الإلكترونيات | 12.74 |
الطائرات والقطارات والمراكب | 12.24 |
خامات المعادن | 4.67 |
وبحسب بيانات مكتب الإحصاء الأمريكي، بلغت قيمة الواردات من هذه الدول الثلاث 1.3 تريليون دولار في عام 2023، وتشمل الغاز والسيارات والهواتف الذكية.
وبالنظر إلى هذا الحجم الكبير من التجارة، فإن فرض الرسوم الجمركية سيؤثر بشكل كبير على الدول الأربع، بما في ذلك الولايات المتحدة، حيث قد تشهد زيادة في أسعار السلع اليومية إذا قامت الشركات بنقل التكلفة إلى المستهلكين.
و بالرغم من أن الصين كانت تعد المصدر الرئيسي للواردات الأمريكية لفترة طويلة، إلا أن المكسيك قد تجاوزتها في العام الماضي بعد أن فرض ترامب رسومًا جمركية على العديد من الواردات الصينية.
ورغم أن الصين لا تزال ثالث أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة، فإن نسبة السلع القادمة من الصين إلى أمريكا قد انخفضت إلى 14%، وهي أدنى نسبة منذ عقدين.
ومع ذلك، لا تزال العديد من السلع المصنعة في المكسيك وفيتنام تحتوي على مكونات صينية. واستمرت واردات الولايات المتحدة من الهواتف الذكية من دول مثل الهند وكوريا الجنوبية وفيتنام في النمو، لكن الصين لا تزال تشكل جزءًا مهمًا من سلسلة الإمدادات العالمية.
واردات أمريكا من السلع من الصين وغيرها من الدول | ||||
التاريخ | قيمة الواردات من الصين | قيمة الواردات من الدول الأخرى | ||
2014 | 0.47 | 1.89 | ||
2015 | 0.48 | 1.77 | ||
2016 | 0.46 | 1.72 | ||
2017 | 0.51 | 1.83 | ||
2018 (عند بدء فرض التعريفات الجمركية) | 0.54 | 2.00 | ||
2019 | 0.45 | 2.04 | ||
2020 | 0.43 | 1.90 | ||
2021 | 0.50 | 2.32 | ||
2022 | 0.54 | 2.70 | ||
2023 | 0.43 | 2.65 |
أما بالنسبة للمكسيك، فقد تجاوزت قيمة الصادرات الأمريكية من المكسيك 475 مليار دولار في العام الماضي، وتمثل 80% من صادرات المكسيك.
وقد يشكل فرض الرسوم الجمركية تحديًا كبيرًا لصناعات مثل السيارات والإلكترونيات، التي تعتمد بشكل كبير على التصنيع في المكسيك. في حال تنفيذ تهديدات ترامب، قد ترد المكسيك بتعريفات مشابهة على صادرات أمريكا، كما حدث في 2018 بعد فرض رسوم على الصلب.
أما كندا، فهي أكبر موردي النفط الخام للولايات المتحدة. وبلغت صادرات الطاقة من كندا للولايات المتحدة نحو 122.83 مليار دولار أمريكي في العام الماضي، وبالتالي فإن فرض رسوم بنسبة 25% على صادراتها قد يؤدي إلى زيادة في تكاليف الطاقة في أمريكا.
يبقى السؤال المطروح: هل هذه التهديدات فعلاً تهدف إلى تغيير النظام التجاري العالمي، أم أنها مجرد حيلة تفاوضية للحصول على تنازلات من الشركاء التجاريين؟ العديد من المحللين يتوقعون أن ترامب سيواصل استخدام التعريفات الجمركية كأداة دبلوماسية لتشكيل الاقتصاد الأمريكي والعالمي، ولكن تبقى قدرة شركاء الولايات المتحدة على التكيف مع هذه التهديدات هي التي ستحدد ما إذا كانت الحرب التجارية ستتصاعد.
وفي النهاية، قد تظل هذه الرسوم الجمركية مجرد خطوة أولى في حرب تجارية جديدة، ويأمل المحللون أن يتم التوصل إلى حلول تفاوضية لتجنب التأثيرات السلبية على الاقتصاد الأمريكي والعالمي.