لا يكاد يمر أسبوع دون أن تثير شركة مايكرو ستراتيجي اهتمام الأسواق بعمليات شراء ضخمة للعملة المشفرة بتكوين. ومع تسجيل العملة مستويات قياسية جديدة، يبقى السؤال الأبرز: لماذا لا يتجه مايكل سايلور، رئيس مجلس إدارة الشركة، إلى جني الأرباح؟
و أعلن مايكل سايلور عبر منصة إكس عن شراء 55,000 وحدة بتكوين إضافية، ليرتفع إجمالي ممتلكات الشركة إلى 386,700 وحدة.
و جرت عملية الشراء الأخيرة بين 18 و24 نونبر، بتكلفة إجمالية بلغت 5.4 مليار دولار، أي بمتوسط 97,862 دولارًا لكل وحدة.
حاليًا، تبلغ القيمة السوقية لحيازات الشركة حوالي 35.95 مليار دولار، بناءً على سعر بتكوين البالغ 93,000 دولار، مما يعني أرباحًا تقدر بـ 14 مليار دولار، أو زيادة بنسبة 64% على استثماراتها الأصلية البالغة 21.9 مليار دولار.
وبدأت مايكرو ستراتيجي رحلتها في سوق البتكوين عام 2020، حين قرر سايلور الاستثمار في العملة الرقمية كوسيلة للتحوط من التضخم.
ومنذ ذلك الحين، اعتمدت الشركة على السيولة النقدية، ثم توسعت باستخدام عائدات إصدارات الأسهم ومبيعات الديون القابلة للتحويل لتمويل مشترياتها.
في عام 2024، أكد سايلور التزامه بالمضي قدمًا في هذه الإستراتيجية، معلنًا عن خطة لجمع 42 مليار دولار خلال السنوات الثلاث القادمة لدعم استثمارات الشركة في البتكوين.
باستمرارها في شراء البتكوين بأسعار مرتفعة، ترسل مايكرو ستراتيجي رسالة مفادها أن العملة الرقمية الرائدة تحتفظ بقيمتها حتى بالقرب من أعلى مستوياتها التاريخية. تؤكد الشركة أن استراتيجيتها تهدف إلى تعظيم قيمة حقوق المساهمين، مع جعل البتكوين محورًا رئيسيًا في نهجها المالي.
نجاح مايكرو ستراتيجي ألهم شركات أخرى للسير على خطاها. مؤخرًا، اشترت شركة سيملر ساينتيفيك 297 وحدة بتكوين بقيمة 29.1 مليون دولار، مما رفع إجمالي مقتنياتها إلى 1,570 وحدة.
رغم ذلك، يظل الاستثمار في سوق العملات الرقمية محفوفًا بالمخاطر، حيث قد يؤدي تقلب الأسعار إلى خسائر كبيرة قد تعرقل الخطط المالية على المدى الطويل.
تواصل مايكرو ستراتيجي بناء إمبراطورية تعتمد على البتكوين، في خطوة قد تعيد تشكيل مشهد التمويل العالمي. وبينما يبقى الطريق مليئًا بالتحديات، لا يمكن إنكار أن رؤية مايكل سايلور وجرأته جعلت شركته في صدارة الأخبار والاهتمام العالمي.
