مستقبل مشروع النفق القاري بين المغرب وإسبانيا..تحديات زلزالية وهندسية تواجه الحلم الكبير
عاد الحديث عن مشروع الربط القاري بين المغرب وإسبانيا عبر نفق تحت البحر بمضيق جبل طارق بعد سنوات من التوقف. هذا المشروع الضخم، الذي يهدف إلى ربط مدينة طنجة المغربية بالجزيرة الخضراء الإسبانية، أصبح احتمالًا جديًا في ظل التحسن الملحوظ في العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
ومع ذلك، يظل التحدي الأكبر أمام تنفيذ المشروع هو التعقيدات الجيولوجية والزلزالية التي يواجهها مضيق جبل طارق، الذي يُعتبر من أكثر المناطق نشاطًا تكتونيًا في العالم.
و تتميز جيولوجيا مضيق جبل طارق بتقاطع الصفائح التكتونية الأوراسية والأفريقية، ما يسبب نشاطًا زلزاليًا مستمرًا. وتشير الدراسات إلى تسجيل زلازل تفوق قوتها 4 درجات على مقياس ريختر، على عمق يزيد عن 40 كيلومترًا، ما يزيد من تعقيد عملية تنفيذ المشروع.
وفي خطوة لتحديث البيانات الزلزالية، بدأت السلطات الإسبانية إجراء دراسات جديدة باستخدام أدوات بحرية متخصصة، بهدف تقييم تأثيرات النشاط الزلزالي على المشروع.
بالإضافة إلى المخاطر الزلزالية، يواجه المشروع تحديات مالية كبيرة. تشير التقديرات إلى أن تكلفة بناء النفق قد تتجاوز 26 مليار يورو، مما يجعله من بين المشاريع الأكثر تكلفة في العالم.
كما أن عملية البناء في منطقة ذات نشاط تكتوني عالٍ تتطلب تقنيات هندسية متقدمة وتجهيزات خاصة لضمان السلامة واستدامة المشروع على المدى الطويل.
و على الرغم من التحديات العديدة، يعد النفق مشروعًا ذا فوائد اقتصادية واجتماعية هائلة. في حال نجاحه، سيعزز التعاون بين القارتين الأوروبية والأفريقية، مما يفتح أبوابًا جديدة للتجارة والتنمية الثقافية والاجتماعية.
كما سيكون له دور بارز في تسهيل التنقل بين البلدين والمساهمة في تعزيز العلاقات الثنائية.
ورغم أن المشروع لا يزال في مراحل التخطيط الأولية، فإن تحسن العلاقات بين المغرب وإسبانيا والتقدم التكنولوجي قد يسهمان في تحويل هذا المشروع إلى حقيقة في المستقبل. ومع ذلك، يبقى التغلب على العقبات الجيولوجية والهندسية هو المفتاح لضمان نجاح هذا المشروع التاريخي.