تقرير: 76% من المغاربة يعتبرون أن التغيرات المناخية تؤثر سلبًا على حياتهم
كشف تقرير حديث صادر عن مؤسسة الأفروباروميتر أن ثلاثة أرباع المغاربة الذين يدركون تأثير التغيرات المناخية (76%) يعتقدون أن هذه التغيرات تجعل الحياة في المغرب أكثر صعوبة. وهذه النسبة شهدت زيادة ملحوظة مقارنة بـ 37% في عام 2018.
التقرير الذي شمل استطلاعًا للرأي حول تأثير التغيرات المناخية في المغرب، أظهر ارتفاعًا كبيرًا في وعي المغاربة بهذه الظاهرة، حيث أفاد 67% من المشاركين أنهم على دراية بالتغيرات المناخية، بزيادة بلغت 13 نقطة مئوية مقارنة بعام 2018.
أشار التقرير إلى أن 86% من المغاربة يرون أن الجفاف قد أصبح أكثر حدة في مناطقهم خلال العقد الأخير، بينما أفاد 65% بأن المحاصيل الزراعية قد شهدت تراجعًا ملحوظًا.
أما بالنسبة للظواهر الطبيعية الأخرى، فقد أبلغ 18% فقط عن زيادة في الانهيارات الطينية، بينما سجلت نسب أقل حول تزايد انجراف التربة (12%) والفيضانات (11%).
و تناول الاستطلاع أيضًا آراء المواطنين حول الحلول المحتملة لمواجهة مشكلة نقص المياه، حيث رأى 29% من المشاركين أن حظر زراعة المحاصيل الزراعية المستهلكة للمياه بكثرة هو الحل الأفضل.
كما اقترح 22% من المستطلعين الحد من ملء المسابح، وأيد 19% فكرة ضبط أو إيقاف صبيب المياه. بينما اعتبر 15% أن منع سقي المساحات الخضراء في الحدائق العامة يمكن أن يكون حلاً مناسبًا.
و بخصوص أسباب هذه التغيرات، اختلفت آراء المواطنين بين من يعتقد أن السبب يعود إلى الأنشطة البشرية (38%) ومن يعتقد أن التغيرات هي نتاج مزيج من الأنشطة البشرية والظروف الطبيعية (43%).
و في سياق متصل، أشار تقرير صادر عن مجموعة من البنوك المتعددة الأطراف للتنمية إلى أن المغرب جاء في المركز الرابع بين أكبر الدول المستفيدة من التمويل الأخضر في إفريقيا، حيث حصلت المملكة على تمويل قدره 1.195 مليار دولار في عام 2023.
ويعكس هذا التمويل الجهود التي تبذلها المملكة في مجال التغير المناخي، حيث أطلقت العديد من المبادرات مثل الاستراتيجية الوطنية المنخفضة الكربون والخطط الوطنية للتكيف.
و أوضح التقرير أن مصر وجنوب إفريقيا وإثيوبيا تصدرت قائمة الدول المستفيدة من التمويل الأخضر، حيث حصلت كل منها على مبالغ ضخمة تقدر بـ 2.019 مليار دولار و1.672 مليار دولار و1.392 مليار دولار على التوالي.
و في حين جاءت المغرب في المرتبة الرابعة، تليها دول مثل كينيا وكوت ديفوار ونيجيريا وغيرها.
و توقع البنك الدولي في دراسة حديثة أن يشهد المغرب انخفاضًا ملحوظًا في عدد السياح بحلول عام 2030، مما قد يؤدي إلى خسائر كبيرة في وظائف قطاع السياحة.
وقدّر التقرير أن فقدان الوظائف في الفنادق والمطاعم قد يتراوح بين 14% إلى 32% بحلول عام 2035، مما يُعتبر تحذيرًا خطيرًا للقطاع الحيوي. كما حذرت الدراسة من أن تأثيرات التغير المناخ ستطال أيضًا القطاعات الفرعية مثل الفنون والترفيه والنقل.
أشار التقرير إلى أن المغرب يُعد “بؤرة مناخية ساخنة”، حيث ارتفعت درجات الحرارة بمقدار 0.2 درجة مئوية لكل عقد منذ ستينيات القرن الماضي، وهو ضعف المتوسط العالمي البالغ 0.1 درجة مئوية لكل عقد.
هذه الزيادة في الحرارة قد تؤدي إلى تفاقم التحديات المرتبطة بالتغيرات المناخية وتأثيرها على مختلف القطاعات الاقتصادية والاجتماعية في المملكة.
يعكس التقرير تحولًا ملحوظًا في وعي المغاربة حول التغيرات المناخية وتداعياتها على حياتهم اليومية.
كما يظهر التقرير الحاجة إلى استراتيجيات فعّالة لمواجهة التحديات البيئية والمناخية، مع تسليط الضوء على الجهود التي يبذلها المغرب للحصول على تمويلات خضراء لدعم مشاريع التكيف والتحول نحو اقتصاد منخفض الكربون.