الرياضات القتالية: من الحلبات التقليدية إلى قطاع عالمي بمليارات الدولارات

على مدى عقود، هيمنت الملاكمة كأبرز رياضة قتالية، وحققت شهرة واسعة بفضل أسماء أيقونية مثل محمد علي ومايك تايسون.

ولكن مع تطور الزمن، بدأت رياضات أخرى مثل فنون القتال المختلطة (MMA) تستحوذ على اهتمام عالمي متزايد، مما خلق منافسة جديدة في عالم الرياضات القتالية.

اليوم، تتشارك الملاكمة والمصارعة وفنون القتال المختلطة نفس الشريحة الجماهيرية تقريبًا. هذه المنافسة لم تعد تقتصر على الحلبات، بل امتدت إلى العروض الترويجية وصفقات الرعاية التجارية.

برزت مصارعة المحترفين بشكل خاص مع تغير نظرة الجمهور نحوها من مجرد عروض مصطنعة إلى منافسات تحمل طابعًا قتاليًا واقعيًا، خاصة بعد إطلاق شركة “All Elite Wrestling” في عام 2019.

كما شهدت الرياضات القتالية حدثًا بارزًا في عام 2023 مع اندماج شركتي “WWE” و”UFC” لتشكيل كيان جديد يحمل اسم “TKO Holdings”، الذي طرح للاكتتاب العام في سبتمبر 2023. هذا الكيان أصبح قوة رائدة في القطاع، مستفيدًا من شعبيتهما الهائلة:

و تستضيف UFC حوالي 40 حدثًا رياضيًا سنويًا تُبث في أكثر من 170 دولة، بمتابعة تصل إلى 900 مليون أسرة.

و تنظم WWE أكثر من 200 حدث مباشر سنويًا، وتصل إلى مليار متابع أسبوعيًا في أكثر من 180 دولة.

و عند اندماجهما، تجاوزت إيرادات الحقوق الإعلامية للعلامتين التجاريتين 800 مليون دولار، أي أكثر من ثلاثة أضعاف إيرادات الشركات المنافسة.

باتت الحدود بين الرياضات القتالية تتلاشى تدريجيًا، مما أتاح للرياضيين فرصة التنقل بين الملاكمة، المصارعة، وفنون القتال المختلطة. هذا التداخل جعل الرياضات القتالية أكثر شمولية، وخلق فرصًا متكافئة للأبطال.

تحولت الرياضات القتالية من مجرد عروض تنافسية إلى صناعة عالمية تقدر بمليارات الدولارات، تجذب جماهير من مختلف أنحاء العالم. وفقًا لتصنيف مجلة “فوربس” لعام 2024، احتلت UFC المرتبة الأولى كأعلى علامة تجارية قيمة في هذا القطاع.

في العصر الحديث، لم تعد الرياضات القتالية تقتصر على الحلبات فقط، بل أصبحت قوة اقتصادية واجتماعية بفضل التداخل بين مختلف الألعاب والنمو المستمر في قاعدة الجماهير، مما يجعلها واحدة من أكثر الصناعات جذبًا للمتابعين والاستثمارات.