بورصة الدار البيضاء تشهد طفرة غير مسبوقة بفضل الشباب
تشهد بورصة الدار البيضاء فترة ذهبية، حيث بلغت رسملتها مستويات قياسية تجاوزت 760 مليار درهم مع نهاية الأسبوع الماضي، وحقق مؤشرها الرئيسي “مازي” ارتفاعاً جديداً ليستقر عند حوالي 15 ألف نقطة.
هذا الإنجاز يأتي مدفوعاً بالإقبال الكبير من المستثمرين الخواص، خاصة فئة الشباب، الذين أصبحوا يشكلون محركاً أساسياً في دينامية السوق.
أكد ياسين أبارون، المكلف بتنمية الأسواق ببورصة الدار البيضاء، أن البورصة المغربية عرفت خلال السنوات الأخيرة تطوراً ملحوظاً، مع عودة قوية للمستثمرين الخواص والمقاولات بعد جائحة كوفيد-19.
هذا الإقبال دفع البورصة إلى توسيع خدماتها لتشمل فئات جديدة من المستثمرين، في خطوة تهدف إلى تعزيز دورها كمحرك رئيسي للاقتصاد الوطني.
وأوضح أبارون، خلال ندوة على هامش “معرض الادخار” بالدار البيضاء، أن السوق المالية في المغرب كانت تركز تقليدياً على ثلاث فئات رئيسية من المستثمرين: المؤسساتيين، المؤهلين، والدوليين. ومع ذلك، برزت مؤخراً فئة المستثمرين الخواص كعنصر جديد ومؤثر، مشيراً إلى أن مساهمتهم باتت واضحة في نمو السوق الأولية.
و أبرز المسؤول مثالاً عن هذا التحول من خلال عمليات إدراج وزيادة رأس المال التي قامت بها شركات مثل “أكديطال” و”TGCC”، إضافة إلى إدراج بنك “CFG”.
وأشار إلى أن هذه العمليات شهدت مشاركة حوالي 6000 من الطلاب الشباب، ما يعكس انفتاح هذه الفئة على عالم الاستثمار.
وأكد أبارون أن هذا التحول دفع البورصة إلى العمل على “دمقرطة” الاستثمار، لتصبح أكثر جاذبية ووضوحاً لعامة الناس.
وأشار إلى أن البورصة، التي كانت في السابق مجالاً غامضاً ومخيفاً للكثيرين، أصبحت الآن أكثر انفتاحاً بفضل الجهود التوعوية، خاصة بعد أزمة كورونا التي ساهمت في نشر ثقافة الاستثمار بين الشرائح العمرية الأصغر.
في الماضي، كانت ظاهرة انسحاب المستثمرين الخواص من السوق بعد الإدراج الأولي شائعة، حيث كانوا يبيعون أسهمهم بعد فترة قصيرة دون دخول السوق الثانوية.
لكن أبارون أكد أن هذا الاتجاه بدأ يتغير هذا العام، حيث شهدت السوق الثانوية ارتفاعاً ملحوظاً في الإقبال، مع تحقيق مؤشر “مازي” نمواً بنسبة 24% خلال العام الجاري، ما جعل الجميع يسعى للاستفادة من هذه الفرصة.
وفيما يتعلق بتوجيه الراغبين في دخول عالم البورصة، أشار أبارون إلى أنه تم فتح قنوات للتعاون مع الشبكة البنكية الوطنية، لتقديم النصائح والإرشادات اللازمة لزبائن البنوك.
كما دعا المستثمرين الجدد إلى فتح “حساب سندات” عبر البنوك التقليدية أو شركات الوساطة، مؤكداً أن العملية بسيطة وتشبه فتح حساب بنكي عادي.
أما على مستوى التداولات، فقد بلغت قيمتها الإجمالية حوالي 594.8 مليون درهم مع نهاية الأسبوع الماضي. وكانت الأسهم الأكثر نشاطاً تشمل “لافارج هولسيم المغرب” بحجم معاملات قدره 82.82 مليون درهم، تليها “أليانس” بـ72.99 مليون درهم، و”مرسى المغرب” بـ67.55 مليون درهم.
و تسعى بورصة الدار البيضاء إلى تعزيز مكانتها كسوق مالية متطورة تدعم الاقتصاد الوطني. ومع استمرار الجهود لجذب فئات جديدة من المستثمرين، خاصة الشباب، يتوقع أن تشهد السوق مزيداً من النمو في المستقبل، مما يعزز دورها في تمويل المشاريع الكبرى ودفع عجلة التنمية الاقتصادية في المملكة.