أزمة إمبراطورية أداني: من النجاة من الموت إلى اتهامات الفساد والخسائر المالية
في عام 2008، نجا الملياردير الهندي جوتام أداني بأعجوبة من هجوم إرهابي دموي في فندق “تاج محل بالاس” في مومباي، حيث كانت المدينة مسرحًا لعملية قتل شنيعة راح ضحيتها أكثر من 170 شخصًا. اليوم، وبعد أن كان ثاني أغنى شخص في العالم خلف الرئيس التنفيذي لشركة “تسلا”، يواجه أداني أزمة كبيرة تهدد بإضعاف إمبراطوريته الضخمة.
منذ سنوات، أسس جوتام أداني مجموعة “أداني” التي بدأت في التجارة بالسلع الأساسية وتحولت إلى أكبر مشغل للموانئ الخاصة في الهند.
و في تسعينيات القرن الماضي، حول فشل إحدى الصفقات في مجال التعدين إلى نجاح مبهر بإنشاء ميناء موندرا في ولاية جوجارات، مما مهد الطريق لتحول المجموعة إلى أحد أكبر اللاعبين في مجال الطاقة والبنية التحتية.
ومع ذلك، فإن سقوط أداني الحالي كان على خلفية اتهامات بفضيحة رشوة تبلغ قيمتها 265 مليون دولار، تتعلق بمخطط تمويل مشبوه مع مسؤولين حكوميين هنود للحصول على عقود طاقة شمسية.
وزعم المدعون الفيدراليون في الولايات المتحدة أن هذا المخطط كان يهدف إلى تحقيق أرباح تفوق ملياري دولار على مدار العقدين المقبلين. وكانت هذه القضية هي أحدث ضربة لمجموعة “أداني”، بعد أزمة سابقة في 2023، حيث اتهم تقرير من “هيندنبرج ريسيرش” الملياردير بالقيام بعملية احتيال ضخمة عبر التلاعب بالأسهم واستخدام شركات وهمية.
ورغم هذه الأزمات، لا يزال أداني يتمتع بنفوذ سياسي في الهند، حيث تربطه علاقة قوية مع رئيس الوزراء ناريندرا مودي. هذه العلاقة ساعدت على تعزيز إمبراطوريته وتوسيع نفوذها عبر صفقات مربحة في مختلف البلدان.
كما يواصل أداني ممارسة تأثيره على الحكومات المحلية والدولية لتحقيق مصالحه التجارية، كما في حالة دعمه للنفط والفحم في أستراليا.
لكن هل سينجح جوتام أداني في تجاوز هذه المحنة والعودة إلى ما كان عليه من نجاح وثقة في أسواق المال؟ أم أن هذه الأزمات ستشكل بداية النهاية لإمبراطوريته العظمى؟ الإجابة لا تزال مجهولة في ظل تصاعد الاتهامات وتداعياتها على السوق العالمي.