“إنفيديا” تتصدر الأسواق العالمية في ظل تطور الذكاء الاصطناعي رغم التحديات المالية
تُعد “إنفيديا” اليوم واحدة من القوى الرئيسية في تحريك الأسواق العالمية بفضل هيمنتها على قطاع التكنولوجيا، وبخاصة في مجال الذكاء الاصطناعي.
كما أصبحت نتائج أعمال الشركة مهمة للغاية، حتى بالمقارنة مع البيانات الاقتصادية لدول كبرى مثل الولايات المتحدة.
أعلنت الشركة الأميركية عن نتائج أعمالها للربع الثالث بعد إغلاق جلسة وول ستريت يوم الأربعاء، لكن رغم تحقيقها لأداء مالي قوي، تأثر سهمها سلباً في التداولات بعد الإغلاق، وكذلك في أسواق أوروبا وآسيا.
رغم النمو الكبير في الإيرادات والذي تجاوز التوقعات بنحو الضعف مقارنة بالعام الماضي، جاءت ردة فعل السوق سلبية بسبب توقعات “إنفيديا” بشأن تباطؤ نمو الطلب في الربع الرابع.
حيث بلغ إجمالي الإيرادات للربع الثالث 35.08 مليار دولار، بزيادة 94% عن نفس الفترة من العام السابق، متجاوزة التوقعات التي كانت عند 33.17 مليار دولار. ومع ذلك، فإن وتيرة النمو تعتبر الأبطأ منذ سبع فصول مالية مضت.
كما توقعت “إنفيديا” تحقيق إيرادات بنحو 37.5 مليار دولار في الربع المقبل، ما يعني نمواً سنوياً بنسبة 70% فقط، وهو أقل من معدلات النمو السابقة.
و تعتبر “إنفيديا” أكبر مستفيد من تطور الذكاء الاصطناعي، وتساهم بشكل كبير في تطوير هذه التكنولوجيا من خلال رقائق معالجة الرسوميات المتقدمة، التي تستخدم في مراكز البيانات والخوادم.
شهدت الشركة قفزة هائلة في إيراداتها، حيث ساهم الذكاء الاصطناعي بنحو 30.8 مليار دولار من إجمالي الإيرادات في الربع الثالث، بزيادة سنوية قدرها 112%.
اليوم، لم يعد الذكاء الاصطناعي مجرد قطاع تكنولوجي، بل أصبح ساحة المنافسة الرئيسية بين الشركات الكبرى. وبفضل هيمنتها على السوق، أصبحت نتائج “إنفيديا” المالية مؤشراً مهماً على توجهات الاستثمار في هذا المجال.
و يُعتمد نجاح “إنفيديا” في تحقيق توقعاتها للربع المقبل على إطلاق رقائق “بلاكويل” المتقدمة التي تأخرت عدة مرات منذ الإعلان عنها في مارس الماضي.
هذه الرقائق المتطورة تعتبر من العوامل الرئيسة لتعزيز مكانة “إنفيديا” في السوق العالمي، خاصة مع القيود التي فرضتها الولايات المتحدة على الصين في هذا القطاع.
زيادة سقف التوقعات لأداء “إنفيديا” جعلت نتائج أعمالها محط اهتمام عالمي، حيث أشار محللون إلى أن أي إخفاق في تلبية هذه التوقعات قد يؤدي إلى تقلبات كبيرة في الأسواق العالمية.
ويعتبر البعض أن تأثير نتائج “إنفيديا” على حركة الأسواق يتفوق على تأثير تقارير اقتصادية أخرى مثل بيانات سوق العمل الأمريكي.
في النهاية، تواصل “إنفيديا” اللعب دوراً مهماً في تحديد ملامح مستقبل التكنولوجيا والاقتصاد العالمي، خاصة في ظل تطور الذكاء الاصطناعي وتزايد اهتمام الشركات بهذه التقنية المتقدمة.