ترامب يهدد صناعة التكنولوجيا بزيادة الرسوم الجمركية: هل يتحمل المستهلكون العبء؟
تعهد الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” في حال فوزه بولاية ثانية بتعزيز التصنيع المحلي، من خلال فرض رسوم جمركية صارمة على الواردات لدعم الشركات الأمريكية.
وكان هدفه من هذه السياسة جعل السلع المنتجة محليًا أكثر تنافسية عن طريق رفع أسعار المنتجات الأجنبية.
خلال ولايته الأولى، فرض ترامب رسومًا جمركية على عدد من السلع مثل الألواح الشمسية والغسالات والمعادن، بينما أبقى الرئيس الحالي “جو بايدن” على الكثير من هذه الرسوم وزادها، بما في ذلك على المركبات الكهربائية وأشباه الموصلات الصينية.
وفي حال تولي ترامب منصبه مرة أخرى، قد يشهد العالم تنفيذ رسوماً جمركية جديدة تتراوح بين 60% و100% على السلع الصينية، ورسومًا تصل إلى 20% على كافة الواردات من دول أخرى.
هذه التحركات تثير قلقًا اقتصاديًا واسعًا، حيث يحذر الخبراء من تأثيراتها السلبية على التضخم ورفع أسعار الفائدة، مما قد يضر بالاقتصاد الأمريكي بشكل عام.
وتشير التوقعات إلى أن الأسر الأمريكية قد تتحمل تكاليف إضافية تصل إلى 2600 دولار سنويًا نتيجة لهذه الرسوم، في حين قدرت تقارير أخرى أن المستهلكين سيخسرون ما بين 46 مليارًا و78 مليار دولار من قدرتهم الشرائية.
فيما يتعلق بشركات التكنولوجيا، تعتبر “آبل” إحدى الشركات التي قد تتأثر بشكل كبير بالرسوم الجمركية. تنتج “آبل” غالبية منتجاتها في الصين، ما يجعلها هدفًا مباشرًا للرسوم الجمركية على الواردات.
و رغم محاولات “آبل” لتنويع إنتاجها في دول مثل الهند، لا تزال معظم منتجاتها تصنع في الصين، مما يضعها في موقف حرج إذا تم تنفيذ الخطة الجمركية.
حتى الآن، تمكنت “آبل” من تجنب تأثير هذه الرسوم في ولاية ترامب الأولى عندما نجح المدير التنفيذي “تيم كوك” في إقناع ترامب بأن فرض الرسوم على منتجات “آبل” سيفيد الشركات المنافسة مثل “سامسونج”.
و مع ولاية ثانية، قد يلجأ “كوك” مرة أخرى إلى نفس الاستراتيجية، من خلال التأكيد على أن فرض الرسوم سيضر بالمستهلكين الأمريكيين أكثر من منافسي “آبل” في أسواق أخرى.
إذا تم تنفيذ هذه الرسوم، فإن الأسعار قد ترتفع بشكل كبير، حيث يمكن أن يزيد سعر جهاز آيفون بنحو 300 دولار، وفقًا للتوقعات. كما قد تؤثر هذه الرسوم سلبًا على هوامش أرباح “آبل”، والتي قد تتعرض لانخفاض يتراوح بين 3% و6.7%.
على الرغم من هذه التوقعات، يعتقد بعض المحللين أن “ترامب” قد لا يفرض جميع الرسوم التي ناقشها، حيث يرى البعض أن هذه التهديدات جزء من استراتيجية تفاوضية، وربما يتراجع عن بعضها بعد المفاوضات مع الشركات.
إجمالًا، فإن سياسة “ترامب” الجمركية ستكون بمثابة اختبار كبير للشركات الأمريكية والمستهلكين على حد سواء، وسيعتمد الكثير على ما إذا كانت الإدارة الجديدة ستنفذ هذه الوعود بالكامل أم ستقدم استثناءات لبعض القطاعات مثل التكنولوجيا.
