فوربس: المغرب يشهد نمواً ملحوظاً في صناعة الطيران ويستقطب استثمارات كبرى
يُصنف المغرب بين أكثر النظم الإيكولوجية ديناميكية في مجال صناعة الطيران على مستوى العالم، بفضل تنوع سلسلة التوريد والفرص الاستثمارية المتاحة.
وفقاً لمجلة فوربس، تسير صناعة الطيران في المغرب على “مسار رائع” وتستعد لتصبح رائدة في القطاع على المستوى العالمي.
يُعد قطاع الطيران المغربي من أكثر القطاعات نمواً في المنطقة، حيث تعمل حوالي 142 شركة ضمن أربعة نظم بيئية رئيسية تشمل التجميع، ربط الأسلاك الكهربائية، والهندسة.
و تسجل الصناعة مبيعات تصدير سنوية تقدر بنحو 2 مليار دولار، مع معدل اندماج محلي مرتفع يصل إلى 40%. ويعتمد القطاع على 20,000 عامل مهني تم تدريبهم في معاهد وطنية متخصصة.
تستفيد صناعة الطيران المغربية من عدة عوامل تسهم في تعزيز نموها، بما في ذلك الموقع الاستراتيجي للمملكة، الدعم الحكومي المتواصل، توافر العمالة الماهرة، والشراكات القوية مع شركات الطيران العالمية الرائدة.
توفر هذه العوامل أرضاً خصبة للاستثمار والنمو في قطاع الطيران، مما يجعل المغرب محط أنظار الشركات الكبرى في هذا المجال.
من أبرز التطورات في هذا القطاع، اختيار شركة شيمكو الكندية، المتخصصة في صناعة الطيران، للمنطقة الصناعية “ميد بارك” بالقرب من الدار البيضاء لإنشاء مصنع جديد بمساحة 15,000 متر مربع.
ووفقاً لرئيس الشركة، بيتر فوس، فإن المغرب يوفر مزايا عديدة تشمل الإنتاج منخفض التكلفة، والموقع اللوجستي الاستراتيجي القريب من أوروبا وأفريقيا.
وفي خطوة مماثلة، افتتحت شركة فيجياك إيرو، الشريك الرائد لكبرى شركات تصنيع الطائرات، في فبراير الماضي وحدة إنتاج جديدة في الدار البيضاء بمساحة 4,000 متر مربع.
و ستكون هذه الوحدة مسؤولة عن إنتاج أجزاء عالية القيمة تستخدم في طائرات إيرباص A320neo المزودة بمحركات LEAP-1A. ويتوقع أن تصل الوحدة إلى كامل طاقتها الإنتاجية بحلول نهاية عام 2024.
أيضاً، قامت مجموعة الفضاء الإسبانية Aciturri باتخاذ خطوة استراتيجية نحو التوسع في المغرب من خلال استحواذها على شركة GOAM Industrie في ميد بارك في عام 2023، ومن المنتظر أن تفتتح وحدة جديدة في عام 2024.
من جهتها، أعلنت مجموعة بولهوف الألمانية عن خططها لتأسيس موقع جديد في ميد بارك، حيث أوضح بن إبراهيم الأندلسي، الرئيس التنفيذي لميد بارك، أن هذا القرار جاء نتيجة لأداء نموذج الأعمال القوي في المنطقة، فضلاً عن الطلب المتزايد على المنتجات المصنعة في المغرب.
كما أعلنت مجموعة Trelleborg السويدية عن استثمار 11 مليون يورو لإنشاء وحدة صناعية جديدة في المغرب، لتصنيع أنظمة الختم المتخصصة في قطاع الطيران.
وفي تعليق له، أكد رياض مزور، وزير الصناعة والتجارة المغربي، أن هذه الشراكات والتوسعات تمثل خطوة مهمة نحو تعزيز القدرة التنافسية الصناعية للمغرب. وأضاف أن هذه المشاريع تساهم بشكل كبير في تعزيز الاندماج المحلي، مما يفتح آفاقاً واسعة أمام صناعة الطيران المغربية في المستقبل.
وأخيراً، في مايو من العام الجاري، احتفلت شركتا سافران ولارام بالذكرى السنوية الـ 25 لشراكتهما في مجال صيانة محركات الطائرات (MRO)، معلنتين عن تمديد شراكتهما، مما يعكس تواصل المغرب في تعزيز مكانته كمركز عالمي لصناعة الطيران.
هذه التطورات تجعل من المغرب محط أنظار شركات الطيران العالمية، مما يعزز من مكانته كمركز صناعي رائد في المنطقة ويؤكد على القدرة التنافسية المتزايدة للقطاع.