الاقتصادية

النظام الانتخابي الأمريكي: كيف تحدد المجمعات الانتخابية مصير الرئاسة؟

عندما يتوجه الناخبون الأمريكيون إلى صناديق الاقتراع في الخامس من نونبر المقبل لاختيار مرشحهم المفضل لرئاسة البلاد، يأملون أن يسير جيرانهم وسكان ولايتهم على نفس النهج. فصوت كل ناخب، إلى جانب الأصوات الأخرى، يجتمع في النهاية لدعم مرشح واحد.

ترتبط هذه الديناميكية بنظام “المجمعات الانتخابية”، الذي يحدد هوية الرئيس. صحيح أن الناخبين يدلون بأصواتهم لصالح المرشح الذي يفضلونه، لكن المرشح الذي يحصل على أعلى نسبة من أصوات الناخبين في الولاية يفوز بجميع أصوات المجمع الانتخابي الخاصة بها.

و لنفترض أن ولاية كاليفورنيا، التي تمتلك 54 صوتًا في المجمع الانتخابي، حصل أحد المرشحين فيها على 50.1% من الأصوات. في هذه الحالة، سيحصل هذا المرشح على جميع أصوات المجمع الانتخابي للولاية.

توجد في المجمل 538 صوتًا في المجمعات الانتخابية، ويحتاج الرئيس الفائز إلى 270 صوتًا أو أكثر لتحقيق النصر، بغض النظر عن العدد الإجمالي لأصوات الناخبين.

على مدار تاريخ الانتخابات الأمريكية، لم يُهزم الرئيس الذي حصل على أعلى أصوات الناخبين سوى خمس مرات، في سنوات 1824، 1876، 1888، 2000، و2016.

في انتخابات 2016، على سبيل المثال، حصلت هيلاري كلينتون على أغلبية الأصوات في ولاية مين لكنها نالت فقط 3 من أصل 4 أصوات في المجمع الانتخابي، حيث ذهب صوت واحد إلى دونالد ترامب، بعد أن ألغت الولاية نظام “الفائز يحصل على كل شيء”.

هناك أيضًا ما يُعرف بـ “الناخب غير المخلص” أو “عضو المجمع غير الملتزم”. عند تصويت الناخبين، هم في الحقيقة يمنحون الإذن لممثلي حزبهم (أعضاء المجمع الانتخابي) للتصويت بالنيابة عنهم لاختيار الرئيس ونائبه.

لكن أحيانًا يخالف أعضاء المجمع هذا الالتزام، ويصوتون لصالح مرشح آخر. لا يتناول الدستور الأمريكي أو القوانين الفيدرالية هذه الحالة، على الرغم من أن العديد من الولايات لديها قواعد لمعاقبة مثل هؤلاء.

في انتخابات 2016، لم يصوت خمسة من الأعضاء الديمقراطيين واثنان من الجمهوريين لمرشحي حزبهم.

و تم وضع دستور الولايات المتحدة في عام 1787، حيث كان من المستحيل عمليًا إجراء تصويت شعبي لانتخاب الرئيس بسبب حجم البلاد ونقص وسائل الاتصال. لذلك، ابتكر واضعو الدستور نظام المجمع الانتخابي.

رغم تساوي عدد السكان في الشمال والجنوب تقريبًا، تشكل “العبيد” ثلث سكان الجنوب، مما يعني أن المنطقة ستحظى بنفوذ أقل في حال اعتماد نظام التصويت الشعبي. لذا تم إنشاء نظام انتخابي غير مباشر.

8b03c6f0 3e35 45a7 b1ce 0ab888776b9b Detafour

من مزايا هذا النظام أنه يجعل الولايات الصغيرة مهمة للمرشحين، ويمكّنهم من التركيز على الولايات الرئيسية، مما يسهل عملية إعادة فرز الأصوات.

ومع ذلك، يكمن أحد عيوب هذا النظام في أن المرشح الذي يحصل على أغلبية أصوات المواطنين قد يخسر الانتخابات، مما يشعر بعض الناخبين بأن أصواتهم ليست لها قيمة. كما تحظى “الولايات المتأرجحة” بنفوذ أكبر واهتمام خاص من المرشحين.

أجريت انتخابات اختيار أول رئيس للولايات المتحدة في عام 1789، بعد عامين من وضع الدستور لنظام المجمع الانتخابي. وفقًا للقانون، يتم إجراء الانتخابات في يوم الثلاثاء الذي يلي أول يوم اثنين في نوفمبر من كل عام انتخابي.

إذا لم يحصل أي مرشح على الحد الأدنى المطلوب للفوز، يجتمع مجلس النواب في يناير لاختيار الفائز، وهو ما حدث مرة واحدة فقط في عام 1824. بينما يختار مجلس الشيوخ نائب الرئيس، وهو ما لم يحدث منذ عام 1837.

ينص الدستور على أن يكون الرئيس مواطنًا مولودًا في الولايات المتحدة، ويبلغ من العمر 35 عامًا على الأقل، ومقيمًا في البلاد لمدة 14 عامًا على الأقل. كما يُسمح للمواطنين فوق 18 عامًا بالتصويت في الانتخابات.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى