تراجع الدولار الأمريكي وصدمات في سوق العمل الأمريكي بعد تعديلات ضخمة في بيانات التوظيف
شهد الدولار الأمريكي تراجعًا في السوق الأوروبية يوم الاثنين بعد تعديلات غير مسبوقة في بيانات التوظيف الأمريكية، في وقت أظهرت استطلاعات الرأي تقدمًا للمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، مما أدى إلى ارتفاع عمليات بيع الدولار وسط حالة من عدم اليقين.
صدمة توظيف تاريخية لأمريكا: مراجعات كبيرة في بيانات الوظائف في تقرير حديث، كشف مكتب إحصاءات العمل الأمريكي عن تعديل هائل في بيانات التوظيف بين أبريل 2023 ومارس 2024، بإزالة 818,000 وظيفة عن التقديرات الأولية، ما يعادل انخفاضًا بنسبة 30%، ويعتبر التعديل الأكبر منذ 2009.
حيث تم تحديث البيانات السنوية لتظهر أن النمو الشهري بلغ 174,000 وظيفة فقط، بدلًا من 242,000 في التقرير الأولي.
هذا التعديل الكبير يعكس ضعف سوق العمل أكثر مما كانت تشير إليه البيانات السابقة، ما قد يدفع الاحتياطي الفيدرالي للتوجه نحو خفض أسعار الفائدة لدعم الاقتصاد المتراجع.
كيف تأثرت القطاعات المختلفة؟ أظهرت المراجعات الكبرى تراجعًا كبيرًا في قطاعات مثل الخدمات المهنية والأعمال بخسارة 358,000 وظيفة، الترفيه والضيافة بخسارة 150,000 وظيفة، والتصنيع بخسارة 115,000 وظيفة.
من جهة أخرى، حققت قطاعات أخرى زيادات، مثل التعليم الخاص والخدمات الصحية التي شهدت نموًا قدره 87,000 وظيفة.
تزايد البطالة و”قاعدة سهام” كتحذير للركود ارتفع معدل البطالة إلى 4.3% في يوليو 2024، مما أطلق تحذيرًا يُعرف بـ”قاعدة سهام” التي تشير عادة إلى ركود اقتصادي.
و مع ذلك، يعزى ارتفاع البطالة جزئيًا إلى زيادة الأشخاص العائدين إلى سوق العمل، وليس فقط زيادة حالات التسريح.
آراء خبراء الاقتصاد وتأثير البيانات على السياسة النقدية يرى جيفري روتش، كبير الاقتصاديين في LPL المالية، أن ضعف سوق العمل الحالي قد يمنح الاحتياطي الفيدرالي الفرصة لتخفيض أسعار الفائدة خلال اجتماع شتنبر المقبل.
ومع توقعات بمزيد من التيسير النقدي، صرح جارد بيرنشتاين، الاقتصادي في البيت الأبيض، بأن سوق العمل شهدت مكاسب قوية في الأجور والاستهلاك.
في المقابل، أبدى محللو غولدمان ساكس شكوكهم في دقة التعديلات، معتبرين أن البيانات قد تكون مبالغًا فيها بنصف مليون وظيفة، مع احتمالية احتساب عمال غير موثقين ضمن التوظيف.
مستقبل السياسة النقدية في ظل الضبابية الاقتصادية يراقب مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي تطورات سوق العمل، مع توجه الأنظار نحو خطاب جيروم باول في جاكسون هول يوم الجمعة، حيث قد يُلمح إلى سياسة نقدية أسهل لدعم الاقتصاد في ظل تزايد المخاوف الاقتصادية .