الاقتصادية

أمريكا تواجه تحديات جديدة في مواجهة تطور التكنولوجيا في الصين

تبدو محاولات الولايات المتحدة لوقف تقدم الصين في مجال التكنولوجيا غير مجدية، رغم الجهود المستمرة لفرض قيود معقدة على الشركات الصينية لمنعها من الوصول إلى الرقائق الإلكترونية المتطورة.

في الآونة الأخيرة، اكتشفت شركة “تي إس إم سي”، التي تعد رائدة في صناعة أشباه الموصلات، أن بعض رقائقها قد وجدت طريقها إلى أجهزة شركة “هواوي”، التي تتصدر قائمة الشركات الصينية التي تعرضت للعقوبات الأمريكية.

وعلى الرغم من أن “تي إس إم سي” أكدت أنها لم تزود “هواوي” بالرقائق منذ تطبيق تلك القيود، فإنها تواصل تزويد شركات صينية كبرى، مما يثير مخاوف المسؤولين الأمريكيين بشأن إمكانية توجيه هذه المنتجات إلى “هواوي”.

و تسعى الولايات المتحدة إلى منع الشركات الصينية من الحصول على الرقائق المتقدمة بسبب القلق من استخدامها في أغراض عسكرية، وأيضًا بسبب المخاوف من تفوق الصين في تطوير أدوات الذكاء الاصطناعي.

32c5a258 412a 4aa3 bffa c12e9b965f25 Detafour

كما قامت الحكومة الأمريكية بمنع “هواوي” وشركات صينية أخرى من شراء المنتجات المصنوعة باستخدام التكنولوجيا الأمريكية، وضغطت على دول حليفة مثل اليابان وهولندا للتوقف عن تزويدها بالرقائق.

ومع ذلك، تشير التقارير إلى أن الرقائق المستخدمة في دعم تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لا تزال تتداول في الأسواق الصينية، حيث استطاعت الشركات الصينية تطوير تقنيات جديدة على الرغم من القيود المفروضة.

تم العثور على رقائق من إنتاج “تي إس إم سي” في معالج “أسيند 910 بي” (Ascend 910B) من إنتاج “هواوي”، الذي يستخدم لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي.

ولم يتضح كيف وصلت هذه الرقائق إلى “هواوي”، لكن التقارير تفيد بأن الشركات الصينية اتخذت خطوات كبيرة لتجاوز القيود الأمريكية.

بالإضافة إلى ذلك، أظهرت شركة “سوفجو تكنولوجيز” الصينية طلبًا كبيرًا على رقائق تتطابق مع تصميمات موجودة في منتجات “هواوي”، رغم نفيها أي علاقة تجارية مع الأخيرة. وقد أوقفت “تي إس إم سي” شحناتها إلى بعض الشركات المشبوهة، مما يبرز مدى تعقيد الموقف.

تسارع الطلب على الرقائق المتقدمة في ظل السباق العالمي نحو تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي، مما يجعل من الصعب على المسؤولين الأمريكيين فرض ضوابط صارمة.

وفي هذا السياق، أكدت “تي إس إم سي” أنها تتبع نظام تصدير صارم لضمان الامتثال، لكنها لا تمنع من بيع بعض أنواع الرقائق لشركات غير خاضعة للعقوبات.

ومع التحديات المتزايدة، تواجه الولايات المتحدة واقعًا جديدًا يتمثل في أن سياسة العقوبات لم تعد فعالة كما كانت في السابق.

لذا، قد تضطر واشنطن إما إلى تعديل استراتيجيتها أو توسيع نطاق العقوبات، مما يزيد من توتر العلاقات مع الصين، ويطرح تساؤلات حول نجاح هذه السياسات في النهاية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى