روسيا وإيران تعززان التعاون في مجال الطاقة وتستهدفان الهيمنة على أسواق الغاز العالمية
عُقدت سلسلة من الاجتماعات الرفيعة المستوى بين كبار المسؤولين الروس والإيرانيين خلال الفترة من نهاية سبتمبر إلى منتصف أكتوبر، حيث ضمت رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين وأمين مجلس الأمن في الاتحاد الروسي سيرجي شويجو.
وقد صرح شويجو، الذي يتعاون بشكل وثيق مع وزارة البترول الإيرانية، لموقع OilPrice.com الأسبوع الماضي حول أهمية هذه الاجتماعات.
في 11 أكتوبر، التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بنظيره الإيراني الجديد مسعود بيزيشكيان في تركمانستان، وجرى لقاء آخر في قمة البريكس التي عقدت من 22 إلى 24 أكتوبر.
تمحورت هذه الاجتماعات حول تعزيز العناصر الأساسية في الاتفاقية الموقعة لمدة 20 عامًا، والمعروفة باسم “المعاهدة على أساس العلاقات المتبادلة ومبادئ التعاون بين إيران وروسيا”، والتي وافق عليها المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي في 18 يناير الماضي.
تستهدف هذه الاتفاقيات توسيع وتعميق التعاون بين إيران وروسيا، وكذلك إيران والصين، في مجالات متعددة مثل الطاقة والتجارة والتمويل والدفاع.
وقد تم توقيع العديد من الاتفاقيات الجديدة لتنسيق الجهود بين البلدين في استكشاف وتطوير وإنتاج وتسويق الغاز، بما في ذلك عبر خطوط الأنابيب الإقليمية والغاز الطبيعي المسال.
وتعتزم روسيا مشاركة حق الرفض الأول على جميع مواقع الغاز والنفط الرئيسية في إيران مع الصين.
ومع ذلك، هناك ثلاثة عوامل رئيسية تؤثر على التعاون في مجال الغاز بين إيران وروسيا. أبرزها ما ذكره نائب وزير النفط ورئيس شركة الغاز الوطنية الإيرانية، سعيد توكلي، حول نجاح منتدى الدول المصدرة للغاز كأحد نماذج التعاون المحتملة.
تحول هذا المنتدى إلى منظمة رسمية في 23 دجنبر 2008، ويجمع بين العديد من الدول الرائدة في إنتاج الغاز.
تشترك روسيا وإيران وقطر في نحو 60% من احتياطيات الغاز العالمية، حيث تحتل روسيا المرتبة الأولى بحوالي 1688 تريليون قدم مكعب، تليها إيران بحوالي 1200 تريليون قدم مكعب. كما تسيطر منظمة الدول المصدرة للغاز على نحو 71% من إمدادات الغاز العالمية.
الهدف من تعزيز التعاون بين روسيا وإيران هو تسريع صفقات استكشاف وتطوير وإنتاج الغاز بقيمة 40 مليار دولار أمريكي الموقعة بين شركة غازبروم وشركة الغاز الوطنية الإيرانية، والتي بنيت على مذكرة تفاهم شاملة وقعت في عام 2022.
بالإضافة إلى ذلك، يسعى الطرفان إلى تعزيز استخدام عملتيهما المحلية في التعاملات مع الشركاء الدوليين، بما في ذلك الصين، أكبر عميل لهما في مجال الطاقة. وقد تم التصديق على 13 وثيقة تعاون خلال اجتماع ميشوستين مع النائب الأول للرئيس الإيراني.
تدرك روسيا وإيران جيدًا أن هيمنة الدولار الأمريكي في التجارة الدولية، خاصة في أسواق الطاقة، تشكل أحد الروافع الأساسية للقوة العالمية للولايات المتحدة. وكرر المسؤولون الصينيون، بما في ذلك نائب الرئيس التنفيذي السابق لبنك الصين، أهمية هذا التحول في خطابهم حول العقوبات الأمريكية ضد روسيا.
في النهاية، من الممكن أن تسهم الجهود المبذولة لتعزيز التعاون بين روسيا وإيران في منظمة شنغهاي للتعاون، التي تركز على إقامة نظام عالمي متعدد الأقطاب، مما قد يؤدي إلى تغيير فعلي في مشهد التجارة العالمية بحلول عام 2030.