شراكة استراتيجية بين المغرب و”ألستوم” ترفع من مستوى النقل بالسكك الحديدية
تسعى المملكة المغربية جاهدة إلى تطوير وتعزيز شبكة النقل بالسكك الحديدية، حيث أعلن المدير العام للمكتب الوطني للسكك الحديدية، محمد ربيع الخليع، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع المدير العام لشركة “ألستوم” في الرباط، عن مجموعة من الإنجازات والمبادرات المهمة التي يشهدها القطاع.
وأشار الخليع إلى أهمية الشراكة الاستراتيجية مع شركة “ألستوم” الفرنسية، التي تلعب دورًا محوريًا في تحديث وتطوير هذا القطاع.
فقد ساهمت الشركة بشكل كبير في تحسين أسطول القطارات وتزويدها بأحدث التقنيات، مما أدى إلى رفع مستوى الخدمات المقدمة للمسافرين والبضائع.
وأكد الخليع أن المغرب حقق تقدمًا ملحوظًا في تطوير شبكة السكك الحديدية على مدار العقدين الأخيرين، خاصة بعد تدشين مشروع القطار فائق السرعة “البراق” في نونبر 2018 بحضور الملك محمد السادس والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وقد أصبح هذا المشروع رمزًا للتحديث والنمو، حيث يمثل نموذجًا لخطوط السكك الحديدية التي تتماشى مع المعايير الأوروبية من حيث سرعة التشغيل وكفاءة الأداء.
كما أوضح الخليع أن هذا التطور يشكل جزءًا أساسيًا من استراتيجية التحول نحو النقل المستدام، حيث تم استثمار حوالي 7 مليارات يورو في تحديث البنية التحتية وتوسيع شبكة القطارات السريعة خلال العامين الماضيين.
وقد ساهمت هذه الاستثمارات في تقليل الانبعاثات الكربونية وتعزيز الأثر الإيجابي على الاقتصاد الوطني.
وأضاف الخليع أن عدد المسافرين شهد زيادة ملحوظة، حيث بلغ 38.5 مليون مسافر في عام 2019، مع توقعات بارتفاع هذا الرقم إلى 55 مليون بحلول عام 2024. وبالنسبة للقطار فائق السرعة، من المتوقع أن يصل عدد الركاب إلى نحو 6 ملايين سنويًا، مما يعكس الثقة المتزايدة لدى المغاربة في هذه الوسيلة الحديثة.
وأشار الخليع إلى أن خدمات الخط فائق السرعة تحقق معدل رضا يصل إلى 90% بفضل جودة الخدمة وسهولة الوصول، بالإضافة إلى انتظام الرحلات الذي يتجاوز 97%.
وفي هذا الإطار، يخطط المغرب لتوسيع شبكة الخطوط السريعة لربط طنجة بمراكش قبل كأس العالم المقبلة، مع تخصيص ميزانية تقدر بـ8 مليارات يورو للفترة ما بين 2024 و2030.
من جانبه، أعرب المدير العام لشركة “ألستوم” الفرنسية، هنري بوبارت لافارج، عن اعتزازه بالشراكة مع المغرب، مشيرًا إلى أن المملكة أصبحت شريكًا استراتيجيًا ليس فقط في المجال التجاري، بل أيضًا كمركز صناعي محوري.
وقد ضاعفت “ألستوم” استثماراتها في موقع فاس، حيث خصصت أكثر من 20 مليون يورو لتطوير المنشأة، التي تُعتبر الوحيدة في المنطقة المختصة بعمليات توصيل الأسلاك للمحولات وكبائن التحكم.
وأكد لافارج أن فوز “ألستوم” بعقد ضمن مناقصة تنافسية يعكس ثقة المكتب الوطني للسكك الحديدية في كفاءة قطاراتها وقدرتها على تلبية تطلعات المغاربة. وأوضح أن طراز القطارات الجديد “أميليا” يتمتع بكفاءة عالية من حيث التكلفة التشغيلية ويجمع بين أحدث التقنيات.
واختتم لافارج بتأكيد أن التوسع في استخدام قطارات “ألستوم” سيعزز من راحة المسافرين، خاصة مع التوقعات بزيادة كبيرة في عدد الركاب خلال كأس العالم المقبلة.