الاقتصادية

قصة نجاح إدوارد تيرتاناتا: من طالب عادي إلى رائد أعمال في عالم القهوة

يحتضن عالم ريادة الأعمال العديد من قصص النجاح الملهمة، ومن بينها قصة “إدوارد تيرتاناتا” الذي يبلغ من العمر 35 عاماً، والذي أسس علامة تجارية عالمية لسلسلة مقاهي بقيمة سوقية تتجاوز مليار دولار في غضون سبع سنوات فقط.

نشأ “تيرتاناتا” في العاصمة الإندونيسية جاكرتا، ثم انتقل إلى الولايات المتحدة في عام 2007 لدراسة التمويل والمحاسبة في جامعة “نورث إيسترن” في بوسطن.

ورغم أنه لم يكن شغوفاً بدراسته، إلا أنه كان يمتلك عقلية ريادة الأعمال، حيث تعلم في بداية مسيرته الجامعية كيفية شراء منتجات مثل بطاقات الألعاب والروبوتات بأسعار منخفضة ثم إعادة بيعها لزملائه بأسعار أعلى.

كان الدافع الأكبر لـ “تيرتاناتا” هو الظروف المالية الصعبة التي واجهها والده، مما جعله يختصر برنامجه الدراسي من خمس سنوات إلى ثلاث ليعود إلى إندونيسيا ويساعد والده في عمله.

في عام 2015، بدأ “تيرتاناتا” رحلته في عالم ريادة الأعمال بافتتاح سلسلة محلات لبيع الشاي تحت اسم “لويس آند كارول”، ولكنه أدرك بعد افتتاح الفرع الخامس أن السوق غير مربح كما كان يتوقع.

و جاءت الفكرة التالية لـ “تيرتاناتا” أثناء حديثه مع صديقه القديم “جيمس برانانتو”، حيث اكتشف أن أسعار منتجات سلاسل المقاهي الكبرى كانت مرتفعة بالنسبة للسكان المحليين.

بناءً على ذلك، قرر في عام 2017 افتتاح كشك للقهوة تحت اسم “كوبي كينانجان” برأس مال مشترك قدره 15 ألف دولار مع صديقه “برانانتو”.

و كان نموذج العمل يعتمد على تقليل تكاليف الإيجار وتصميم ساحات الجلوس، واستثمار رأس المال في إنتاج مشروبات عالية الجودة.

خلال عامين فقط، نجح مشروع “كوبي كينانجان” في التوسع ليشمل أكثر من 200 فرع في 10 مدن بإندونيسيا، رغم وجود منافسة شديدة في سوق القهوة.

كوبي كينانجان .. من كُشك محلي للقهوة إلى شركة عالمية في غضون 7 سنوات

و أوضح “تيرتاناتا” في تصريح لشبكة “سي إن بي سي” أن نجاح مشروعه يعود إلى ثلاثة عوامل رئيسية: الاعتماد على نموذج الطلبات السريعة، استخدام التكنولوجيا، ومراعاة الذوق المحلي.

بينما تركز العلامات التجارية العالمية مثل “ستاربكس” على تقديم مذاق ثابت، استطاعت “كوبي كينانجان” تقديم مشروبات تتناسب مع التفضيلات المحلية بفضل بيانات السوق.

عندما بدأت العلامة التجارية تخطط للتوسع عالميًا، حرصت على مراعاة الأذواق الخاصة بكل سوق جديد.

و خلال فترة الوباء، تمكن “تيرتاناتا” وشريكه من زيادة عدد الفروع بأكثر من ثلاثة أضعاف من خلال دمج التكنولوجيا بشكل أكبر في العمليات التجارية.

وبفضل هذه الاستراتيجية، أصبحت “كوبي كينانجان” متواجدة في ثلاث دول هي إندونيسيا وماليزيا وسنغافورة، ونجحت في جمع تمويلات تصل إلى أكثر من 230 مليون دولار من مستثمرين مغامرين حول العالم.

والآن، يخطط “تيرتاناتا” للتوسع في أسواق جديدة ويأمل في إدراج شركته، التي تتجاوز قيمتها السوقية المليار دولار، في وول ستريت في المستقبل القريب.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى