إيلون ماسك وبوتين: تحالف غير متوقع أم صدفة سياسية؟
يبدو أن الملياردير الأمريكي إيلون ماسك، المعروف بابتكاراته الثورية وطموحاته في الفضاء، قد أقام علاقة تواصل غير متوقعة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
بحسب تقرير نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال”، فقد بدأت هذه الاتصالات بينهما أواخر عام 2022، وشملت نقاشات واسعة من قضايا اقتصادية وجيوسياسية إلى مخاوف أمنية.
يثير انخراط ماسك، الذي يدير شركات حساسة للأمن القومي الأمريكي مثل “سبيس إكس”، في نقاشات مع بوتين تساؤلات حول هدف هذه العلاقة.
ففي الوقت الذي تخضع فيه روسيا لعقوبات شديدة بسبب الحرب في أوكرانيا، تزداد المخاوف من أن هذه المحادثات قد تكون لها أبعاد سياسية تتجاوز المصالح التجارية المعتادة.
ازدادت شهرة ماسك مؤخرًا كفاعل سياسي مؤثر، حيث استضاف عددًا من المرشحين للرئاسة الأمريكية في نقاشات على منصته “إكس”، من بينهم رون دي سانتيس وروبرت كينيدي الابن، والرئيس السابق دونالد ترامب.
دعم ماسك الصريح لترامب قاده إلى إنشاء لجنة عمل سياسي، استثمر من خلالها ملايين الدولارات في حملته. هذا الدعم جعل ماسك أحد أبرز الأسماء الداعمة لترامب، مما أثار جدلاً حول دوره كفاعل سياسي في عالم الأعمال.
و لا يخفي ماسك دعمه للرئيس السابق ترامب، الذي لطالما أبدى إعجابه ببوتين ووصفه بالذكي والعبقري. وقد وعد ترامب بإنهاء الصراع الأوكراني إذا عاد إلى الرئاسة.
وعلى الجانب الآخر، يرى ماسك أن الحوار مع بوتين قد يكون أسلوبًا لتجنب التصعيد، وقد أظهر تأييدًا مبدئيًا لهذا الرأي عبر رفضه السماح لأوكرانيا باستخدام نظام “ستارلينك” في هجمات على أهداف روسية في القرم.
و على مدار السنوات الثلاث الأخيرة، اجتمع ماسك مع عدد من زعماء العالم، من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، ساعيًا إلى تعزيز استثمارات شركاته حول العالم.
وقد أظهرت لقاءاته مع قادة مثل الرئيس البرازيلي السابق جايير بولسونارو ورئيس وزراء الهند مودي دعمه لسياساتهم في محاولة لجذب استثمارات لشركاته.
أبرز 5 دول التقى فيها ماسك بمسؤولين خلال الأعوام الثلاثة الماضية |
|
الدولة |
عدد المسؤولين |
الولايات المتحدة |
9 |
الأرجنتين |
4 |
إيطاليا |
4 |
الصين |
3 |
فرنسا |
3 |
تسببت تصريحات ماسك وتفاعله السياسي في ردود فعل مختلطة داخل الولايات المتحدة، حيث فقدت منصته “إكس” إعلانات من شركات كبرى، كما تعرضت “سبيس إكس” لضغوط بسبب مواقفه.
ومؤخرًا، رفعت “سبيس إكس” دعوى قضائية ضد هيئة تنظيمية في كاليفورنيا بعد رفض إطلاقات صواريخ بسبب تعليقات ماسك المثيرة للجدل.
رغم نفي المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن يكون هناك تواصل مستمر بين ماسك وبوتين، فإن التقرير يثير العديد من التساؤلات.
إذا صحت هذه الأنباء، فقد يكون هذا التعاون بداية لدور جديد لماسك على الساحة الدولية، مما يجعل تأثيره يمتد من الفضاء إلى ساحات السياسة العالمية، الأمر الذي قد يُلقي بظلاله على استثماراته ويثير جدلاً متزايدًا حول استغلال النفوذ بين عمالقة الأعمال والسياسة.