المغرب يُعزز موقعه في صناعة السيارات ويدق ناقوس القلق في إسبانيا
وسط توسع متسارع لصناعة السيارات المغربية، أعربت مصانع السيارات الإسبانية عن قلقها إزاء التقدم الملحوظ الذي يحققه المغرب في هذا القطاع، على الرغم من جهودها المتواصلة لخفض التكاليف ورفع جودة المنتجات.
وتناول تقرير صادر عن النسخة الإسبانية من “هاف بوست” هذا القلق المتصاعد لدى كبار المسؤولين في قطاع السيارات بإسبانيا، الذين يرون في المغرب منافسًا قويًا قادمًا من شمال إفريقيا.
يشير التقرير إلى أن نجاح صناعة السيارات المغربية يعود إلى مزيج من الإنتاجية العالية والتزام المملكة بالطاقات النظيفة.
وقد نجح المغرب في جذب استثمارات ضخمة من شركات صينية كبرى مثل GOTION High-Tech وCNGR Advanced Materials، اللتين أسستا مصانع لإنتاج مكونات بطاريات السيارات الكهربائية.
أحد العوامل الرئيسية التي تُقلق المصنّعين الإسبان هو قرب المصانع المغربية من السوق الأوروبية وسرعتها الإنتاجية العالية، ما يشكل تهديدًا مباشرًا للمصانع في إسبانيا.
وقد أعرب كارلوس تافاريس، الرئيس التنفيذي لمجموعة ستيلانتس، عن هذا القلق مؤخرًا في تصريح لموقع “أوكي دياريو”.
يعمل المغرب على تعزيز مكانته في قطاع السيارات عبر استراتيجية تعتمد على تطوير الكفاءات المحلية، وتقديم حوافز ضريبية، والدخول في شراكات استراتيجية مع شركات كبرى مثل “رونو” و”ستيلانتس”.
ووفقًا لتصريحات وزير الصناعة والتجارة المغربي، رياض مزور، يُتوقع أن تصل عائدات هذا القطاع إلى أكثر من 85 مليار يورو سنويًا خلال السنوات الأربع المقبلة، وهو ما يعادل ستة أضعاف إيراداته الحالية.
وبلغت صادرات المغرب من السيارات نحو 14.25 مليار يورو العام الماضي، مسجلة نموًا ملحوظًا مقارنةً بالسنوات السابقة، مع إنتاج سنوي يصل إلى 700 ألف سيارة، ما جعل المغرب يتصدر قائمة منتجي السيارات في إفريقيا ويصبح المزود الرئيسي للاتحاد الأوروبي في هذا المجال.