زيارة ماكرون: انطلاقة جديدة للشراكة المغربية الفرنسية نحو تعزيز التعاون الاقتصادي
بعد سنوات من التوترات التي خيمت على العلاقات المغربية الفرنسية، تتجدد اليوم ديناميكية هذه الشراكة بفضل خطوة فرنسا الأخيرة بالاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء ودعمها لمبادرة الحكم الذاتي.
في هذا السياق، يستعد المغرب لاستقبال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في زيارة رسمية مرتقبة، والتي تحمل تطلعات كبيرة لتعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين.
وتأتي هذه الزيارة في ظل تحول استراتيجي للمغرب نحو تنويع شراكاته الاقتصادية مع دول أخرى، مثل إسبانيا، مما يطرح تساؤلات حول قدرة فرنسا على إعادة تموضعها كشريك اقتصادي رئيسي للمغرب.
ويرى مراقبون أن هذه الزيارة قد تكون نقطة انطلاق جديدة لتعزيز حضور فرنسا في السوق المغربية.
هشام معتضد، خبير الشؤون الاستراتيجية، أشار إلى أن العلاقات المغربية الفرنسية تستند إلى أسس تاريخية واقتصادية قوية، مما يجعلها نموذجًا مميزًا للتعاون الثنائي في المنطقة.
تأتي هذه الزيارة أيضًا في وقت يشهد فيه الاقتصاد العالمي تنافساً متزايداً، حيث يسعى المغرب إلى بناء شراكات متنوعة بعيدًا عن الاعتماد على شريك وحيد.
هذا التوجه يعزز من مرونة المغرب في التعامل مع الشركاء الاقتصاديين ويسمح له بالاستفادة من العروض الجديدة، مما يجعل من زيارته فرصة لتعزيز مكانته كحليف اقتصادي موثوق.
و شهدت العلاقات الاقتصادية بين المغرب وفرنسا تطوراً ملموساً، حيث بلغت المبادلات التجارية بين البلدين 14 مليار يورو في 2023، مما يعكس عمق الشراكة الاقتصادية.
وتعد فرنسا أكبر مستثمر أجنبي في المغرب، فيما يحتل المغرب المرتبة الأولى كأكبر مستثمر أفريقي في فرنسا.
خلاصة القول، تعتبر زيارة ماكرون للمغرب خطوة مهمة في سبيل تعزيز الشراكة الاقتصادية بين البلدين وفتح آفاق جديدة للتعاون، بما يخدم مصالح الطرفين ويعزز من مكانة المغرب كقوة اقتصادية إقليمية.