اقتصاد المغربالاقتصادية

من الشراكة إلى الاستثمارات: كيف أصبحت المغرب وجهة مفضلة للشركات الصينية

في السنوات الأخيرة، شهدت العلاقات بين المغرب والصين تطوراً ملحوظاً، حيث أصبحت الصين ثالث أكبر شريك تجاري للمملكة في عام 2022، واحتلت المرتبة الأولى في آسيا، مع إجمالي حجم تبادل تجاري بلغ 7.6 مليارات دولار.

كما تصل الاستثمارات الصينية في المغرب حالياً إلى حوالي 56 مليون دولار، مما يعكس الثقة المتزايدة في السوق المغربي.

وفقا لتقرير مؤشر الاستثمار الصيني العالمي لعام 2023 الذي أصدرته وحدة الأبحاث الاقتصادية التابعة لمجلة الإيكونوميست، تصدّر المغرب قائمة الدول الأكثر جاذبية للاستثمار الصيني في إفريقيا للعام الماضي، بعد مصر وجنوب إفريقيا.

و خلال زيارة وزير التجارة الصيني، وانغ وينتاو، إلى المغرب، التقى وزير التجارة المغربي، رياض مزور، حيث تم استعراض إمكانيات منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية كوسيلة لتعزيز المنتجات المغربية والصينية في الأسواق الأفريقية.

وأكد وانغ على أن المغرب أصبحت وجهة مفضلة للشركات الصينية، خاصة مع تأسيس مدينة محمد السادس للتكنولوجيا في طنجة، التي تستضيف مجموعة من الشركات الصينية.

لاحظ زيشان شاه، المحلل في شركة فينرا في واشنطن، أن العلاقات التجارية بين المغرب والصين شهدت طفرة كبيرة، حيث زادت نسبة التجارة بين البلدين بنسبة 50% منذ انضمام المغرب رسميًا إلى مبادرة “الحزام والطريق” الصينية في عام 2017.

وأشار شاه إلى أن الصين قد تجاوزت فرنسا لتصبح ثاني أكبر مصدر لواردات المغرب، خصوصاً في قطاعي السيارات ومكونات السيارات الكهربائية، مما يعكس مكانة المغرب كأكبر مصدر للسيارات إلى الاتحاد الأوروبي.

لماذا تصر الصين على تعميق الشراكة مع المغرب؟ - موقع بديل

تُعتبر المشاريع المشتركة بين المغرب والصين، وفقاً للخبير الاقتصادي دونغ ليو، فرصة مثالية لتوسيع التصنيع الصناعي كثيف العمالة في المغرب.

ويعزز قرب المغرب الجغرافي من أوروبا، واستقراره السياسي والاقتصادي، واتفاقيات التجارة الحرة مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، من موقعه كمركز جذاب للشركات الصينية والغربية.

ويقول شاه إن المغرب أصبح نقطة انطلاق للشركات الصينية لتصدير منتجاتها إلى الاتحاد الأوروبي، مما يساعد في تجنب الرسوم الجمركية المحتملة على السلع القادمة مباشرة من الصين.

وبفضل موقعه الجغرافي وبنيته التحتية للنقل، أصبح المغرب “البوابة الرئيسية للصين نحو شمال وغرب إفريقيا”.

تتسارع وتيرة تعزيز العلاقات بين الصين والمغرب، حيث أصبحت المملكة وجهة رئيسية للاستثمارات الصينية في مجالات البنية التحتية والتكنولوجيا.

وفي تقرير نشره موقع المونيتور، ذكرت الكاتبة سابينا صديقي أن شركات صينية مثل “ريلواي شانهايجوان بريدج” حصلت على عقود بقيمة 56.2 مليون دولار لتوريد مكونات أساسية لتوسيع شبكة السكك الحديدية الفائقة السرعة في المغرب.

بعد إطلاق قطار البراق، الذي يُعتبر الأسرع في إفريقيا، في نونبر2018، أعربت الحكومة المغربية عن رغبتها في توسيع شبكة القطارات.

وبدأت الشركات الصينية أيضًا في إجراء دراسات لإنشاء خط السكك الحديدية الفائق السرعة الثاني الذي سيربط بين الدار البيضاء وأكادير.

وفي هذا السياق، أشار شاه إلى أهمية توسيع خط السكك الحديدية في المغرب، خاصة مع اقتراب كأس العالم لكرة القدم 2030، حيث سيساعد هذا المشروع في تسهيل الحركة بين المدن المغربية الرئيسية.

تاريخ العلاقات بين الرباط وبكين يعود إلى عام 1958، وقد تطورت هذه العلاقات بشكل ملحوظ منذ ذلك الحين. وفي عام 2016، تم توقيع إعلان مشترك حول إقامة شراكة استراتيجية، مما جعل المغرب أول دولة في شمال إفريقيا ترتبط بميثاق تعاون شامل مع الصين.

ومع تزايد الاستثمارات الصينية في المغرب، تظل المملكة ملتزمة بتعزيز مكانتها كمركز لوجستي يربط بين إفريقيا وأوروبا، مما يعزز من فرص التعاون بين الطرفين في مجالات متعددة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى