تراجع الين الياباني وسط صعود عوائد السندات الأمريكية وترقب الانتخابات العامة في اليابان
انخفض الين الياباني في السوق الأوروبية يوم الثلاثاء أمام سلة من العملات الرئيسية والثانوية، ليعمق خسائره لليوم الثاني على التوالي مقابل الدولار الأمريكي، مسجلاً أدنى مستوى له في ثلاثة أشهر.
هذا التراجع جاء بعد فقدان التداول فوق حاجز 150 ينًا، في ظل تقدم الحزب الحاكم في استطلاعات الرأي الخاصة بالانتخابات العامة اليابانية المرتقبة يوم الأحد المقبل.
يتعرض الين الياباني لضغوط كبيرة نتيجة الارتفاع الواسع في عوائد سندات الخزانة الأمريكية لعشر سنوات، وذلك بعد تعليقات حادة من بعض مسؤولي مجلس الاحتياطي الفيدرالي بشأن مستقبل أسعار الفائدة في الولايات المتحدة.
و ارتفع الدولار مقابل الين بنسبة 0.2% ليصل إلى 151.10¥، وهو أعلى مستوى منذ 31 يوليو، مقارنة بسعر افتتاح التعاملات اليوم عند 150.83¥، وسجل أدنى مستوى عند 150.49¥.
فقد الين الياباني يوم الاثنين نحو 0.9% مقابل الدولار الأمريكي، في ثالث خسارة له خلال الأربعة أيام الأخيرة، نتيجة مخاوف من اتساع فجوة عوائد السندات طويلة الأجل بين اليابان والولايات المتحدة.
و تجذب الانتخابات العامة اليابانية المقررة يوم الأحد 27 أكتوبر اهتمام أسواق المال العالمية. تشير أحدث استطلاعات الرأي إلى أن الحزب الديمقراطي الليبرالي الحاكم وشريكه الأصغر في الائتلاف، حزب كوميتو، يتجهان لتحقيق فوز كبير.
و في تصريحاته الأخيرة، قال زعيم الحزب الحاكم ورئيس الوزراء الجديد، شيجيرو إيشيبا، إن الظروف الاقتصادية الحالية لا تدعم رفع أسعار الفائدة في البلاد.
وأكد مجددًا أن البنك المركزي الياباني هو الجهة المسؤولة عن تحديد السياسة النقدية.
كما ارتفع العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات يوم الثلاثاء بنسبة 0.45%، ليواصل مكاسبه للجلسة الثانية على التوالي، مسجلاً أعلى مستوى في ثلاثة أشهر عند 4.214%. هذا الارتفاع يدعم الطلب على الدولار الأمريكي كملاذ استثماري.
يأتي هذا في ظل تعليقات أكثر تشددًا من مسؤولي مجلس الاحتياطي الفيدرالي، التي قللت من احتمالات خفض أسعار الفائدة الأمريكية بنحو 25 نقطة أساس في نونبر المقبل.
وأفاد رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في مينيابوليس، نيل كاشكاري، بأن مسار أسعار الفائدة على المدى الطويل قد يكون أعلى مما كان متوقعًا سابقًا، بينما أيدت لوري لوجان، رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في دالاس، فكرة التحلي بالصبر في تخفيض الفائدة تدريجيًا.
وفقًا لأداة “فيد ووتش” التابعة لمجموعة CME، تراجعت احتمالات خفض أسعار الفائدة الأمريكية بنحو 25 نقطة أساس في اجتماع نوفمبر من 92% إلى 87%، بينما ارتفعت احتمالات تثبيت أسعار الفائدة دون تغيير من 8% إلى 13%.