أسعار الفضة ترتفع إلى مستويات تاريخية بدعم من الطلب الاستثماري والتحفيز في الصين

سجلت أسعار الفضة ارتفاعًا في السوق الأوروبية يوم الاثنين، موسعة مكاسبها لليوم الخامس على التوالي، حيث تداولت فوق 34 دولارًا للأوقية للمرة الأولى منذ عام 2012. ويعزى هذا الارتفاع إلى الطلب الاستثماري القوي من تجار التجزئة.

كما تدعم الأسعار آمال تحسن الطلب الفعلي في الصين، التي تُعتبر أكبر مستهلك للمعادن في العالم، حيث تتخذ السلطات الصينية إجراءات نقدية جديدة لتحفيز الأنشطة الاقتصادية.

و ارتفعت أسعار الفضة بنسبة 1.2% لتصل إلى 34.13 دولار، مقارنة بسعر افتتاح التعاملات عند 33.72 دولار، وسجلت أدنى مستوى عند 33.53 دولار.

عند تسوية الأسعار يوم الجمعة، حققت الفضة ارتفاعًا بنسبة 6.4%، وهو رابع مكسب يومي على التوالي، وأكبر مكسب يومي منذ 17 مايو الماضي، مدعومًا بالصعود الواسع في أسعار المعادن الثمينة.

حقق المعدن الأبيض ارتفاعًا بنسبة 6.9% خلال الأسبوع الماضي، ليكون هذا هو المكسب الخامس الأسبوعي خلال شهر ونصف، وسط تسارع تنفيذ سياسات التيسير النقدي عالميًا.

في إطار سعي تجار التجزئة للبحث عن أصول مالية للتحوط من المخاطر المرتبطة بالتحول في سياسات البنوك المركزية العالمية نحو التيسير، يُعتبر معدن الفضة الخيار الأمثل والأكثر تكلفة حاليًا.

الصعود الحالي في أسعار الفضة يأتي مع إدراك التجار بأن المعدن الأبيض يبتعد كثيرًا عن قيمته الحقيقية مقارنة بمعدن الذهب، الذي يتداول بالقرب من أعلى مستوياته على الإطلاق.

سجل معدن الذهب اليوم الاثنين 21 أكتوبر مستوى قياسيًا جديدًا عند 2,738.16 دولار للأوقية، بينما لا تزال أسعار الفضة بعيدة عن تسجيل مستويات قياسية جديدة فوق 49.78 دولار للأوقية، وهو المستوى التاريخي المسجل في أبريل 2011.

تاريخيًا، تميل تحركات الفضة إلى أن تكون أكثر تقلبًا من الذهب عند ارتفاع أو انخفاض أسعار الفائدة، لكن هذا لم يحدث مؤخرًا.

ومع زيادة انتباه مستثمري التجزئة، من المتوقع أن يتسارع الطلب على الفضة، مما قد يؤدي إلى مزيد من ارتفاع الأسعار.

وفي الفترة الأخيرة، اتخذت السلطات الصينية المزيد من الإجراءات التحفيزية لدعم الأنشطة الاقتصادية الضعيفة، مما سيعزز أيضًا مستويات الطلب الفعلي على المعادن الصناعية، وفي مقدمتها الفضة.

في قرار حديث، خفض بنك الشعب الصيني سعر الفائدة الأساسي للقروض لمدة عام واحد بمقدار 25 نقطة أساس إلى 3.10%، متجاوزًا توقعات السوق التي كانت تشير إلى خفضه إلى 3.15%.

كما تم خفض سعر الفائدة الأساسي للقروض لمدة خمس سنوات، الذي يؤثر على أسعار الرهن العقاري، بمقدار 25 نقطة أساس إلى 3.60%، متجاوزًا أيضًا توقعات السوق التي كانت تشير إلى خفضه إلى 3.65%.