لماذا تتصاعد حالة التقلبات في الأسواق العالمية خلال الفترة الأخيرة؟
قال جيمي ديمون، الرئيس التنفيذي لبنك جيه بي مورجان تشيس، واصفا وجهة نظره بشأن الوضع العالمي الحالي: “ربما نكون في أخطر وقت شهده العالم منذ عقود”
وتتزامن التوترات الجيوسياسية الأخيرة في الشرق الأوسط مع المخاوف بشأن اتجاه السياسة النقدية حول العالم، وهو ما زاد من حدة التقلبات في الأسواق المالية في الآونة الأخيرة
– الأزمات السياسية والتداعيات الاقتصادية
و برر ديمون مخاوفه بشأن الوضع العالمي الحالي مع استمرار الحرب في أوكرانيا، وكذلك التوترات الجديدة في الشرق الأوسط والتي يمكن أن يكون لها آثار كبيرة على أسعار الطاقة والغذاء، وعلى العلاقات التجارية والجيوسياسية
وزادت التوترات الجيوسياسية التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط في الأيام الأخيرة من حالة عدم اليقين التي يعيشها العالم
وتثير المخاوف من تصاعد الصراع في الشرق الأوسط المخاوف بشأن الاقتصاد العالمي، مع ما يترتب على ذلك من آثار محتملة على أسواق الطاقة والغذاء
وقال صندوق النقد الدولي إن ارتفاع أسعار النفط بنسبة 10% سيؤدي إلى تسارع التضخم العالمي بنحو 0.4 بالمئة
تباطأ التضخم العالمي بشكل ملحوظ في الأشهر الأخيرة، مع انخفاض تكاليف الطاقة وتأثيرات تشديد السياسة النقدية على الطلب
إن العودة إلى التضخم العالمي المتسارع قد يدفع البنوك المركزية إلى تأجيل خططها للتخلي عن رفع أسعار الفائدة
والواقع أن بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي أشار في اجتماعه الأخير إلى أنه قد يؤجل خفض أسعار الفائدة إلى العام المقبل، مع بقاء التضخم مرتفعاً
ألمح الاحتياطي الفيدرالي الأميركي إلى سياسة «رفع أسعار الفائدة لفترة أطول»، مشيراً إلى أنه سيستمر في الحفاظ على أسعار الفائدة المرتفعة لمعظم عام 2024
كما أن ربط البنوك المركزية مسار السياسة النقدية بتطور البيانات الاقتصادية، تسبب أيضاً في تصاعد التقلبات في الأسواق المالية، مع بعض البيانات المتغيرة، وهو ما يثير توقعات متقلبة فيما يتعلق بأسعار الفائدة
– مخاوف الديون والعجز
يعتقد الرئيس التنفيذي لبنك جيه بي مورجان أن المخاوف العالمية الحالية لا تعتمد على القضايا السياسية فحسب، بل تشمل أيضاً الزيادة الحالية في الدين الوطني الأمريكي والعجز القياسي في الميزانية في وقت السلم
تجاوز الدين الوطني الأميركي 33 تريليون دولار للمرة الأولى، مع استمرار عجز الموازنة في النمو بسرعة
وبلغ عجز الميزانية الأمريكية 1.7 تريليون دولار في السنة المالية المنتهية في سبتمبر الماضي، وهو ثالث أعلى عجز في التاريخ الأمريكي
ولا يقتصر ارتفاع العجز والديون على الولايات المتحدة، مع زيادات مماثلة في الديون في مختلف الاقتصادات النامية والمتقدمة وسط ارتفاع أسعار الفائدة التي تزيد من تكلفة الاقتراض
قالت نائبة مدير صندوق النقد الدولي، جيتا جوبيناث، إن مستويات الدين العالمي وصلت إلى مستويات قياسية، تزامنا مع بيئة أسعار فائدة مرتفعة لفترة أطول، محذرة من أن العديد من المشاكل قد تنتظرنا
وتشير بيانات معهد التمويل الدولي إلى أن الدين العالمي وصل إلى مستوى قياسي جديد بلغ 307 تريليونات دولار بنهاية الربع الثاني من العام الجاري
– الآثار المترتبة على الأسواق
وتسبب تصاعد المخاوف السياسية والاقتصادية في عودة التقلبات إلى الأسواق العالمية
وتواجه أسواق السندات حول العالم موجة من التقلبات والخسائر الملحوظة، مما أدى إلى زيادة العائدات إلى مستويات لم تشهدها منذ عقد على الأقل
ولامس العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات 5% هذا الأسبوع، وهو أعلى مستوى له منذ عام 2007
شهدنا الأسبوع الماضي تقلبات في سندات الخزانة لأجل 10 سنوات في نطاق حوالي 40 نقطة، مدفوعة ببيانات اقتصادية متباينة وتصريحات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي، بالإضافة إلى زيادة الطلب على الملاذات الآمنة
كما ارتفع العائد على السندات الحكومية البريطانية لأجل 30 عامًا إلى أعلى مستوى له منذ عام 1998، عند 5.158 بالمئة
وكان التقلب واضحا في ما يسمى “مؤشر الخوف” في وول ستريت، والذي يسير على الطريق الصحيح لتحقيق أحجام تداول قياسية هذا العام حيث يسعى المستثمرون إلى حماية أنفسهم من التقلبات المتقلبة