البودكاست في عصر الرقمنة: هل يتمكن من التنافس مع الذكاء الاصطناعي؟
تفضل العديد من الفئات، خاصة الشباب، التعلم عن طريق الاستماع. ومع التقدم السريع في وسائل الإعلام، أصبح بالإمكان متابعة الأخبار والأحداث والتطورات التكنولوجية أثناء القيادة أو المشي أو حتى أثناء أداء الأعمال المنزلية.
أصبح البودكاست، المعروف أيضًا بالبث الصوتي أو المدونات الصوتية، جزءًا أساسيًا من الحياة اليومية لملايين الأشخاص، وذلك بفضل تنوع محتواه وسهولة الوصول إليه. تشير الإحصاءات إلى أن أكثر من نصف مليار شخص حول العالم يستمعون إلى البودكاست بانتظام.
تتوقع الدراسات أن يستمر عدد مستمعي البودكاست في الازدياد في المستقبل، خاصة إذا تمكنت وسائل الإعلام من جذب فئات جديدة من الجمهور.
واجتاح البودكاست العالم الرقمي بالفعل، حيث يوجد أكثر من 6 ملايين مدونة صوتية حول العالم، مع وجود أكثر من 546 مليون مستمع يستخدمون هذه الوسيلة للترفيه أو التعليم.
تتيح هذه الصناعة فرصًا مربحة للمدونين والمسوقين كوسيلة فعالة للتواصل مع الجمهور المستهدف.
ورغم انتشار شعبيته على نطاق واسع، إلا أن “إي ماركتير” تتوقع المزيد من النمو وارتفاع عدد مستمعي البودكاست حول العالم إلى 651.7 مليون بحلول عام 2027.
البودكاست اجتاح العالم الرقمي |
|
إحصائيات |
التوضيح |
عدد المستمعين حول العالم |
– أكثر من 546.7 مليون مستمع حول العالم في 2024، بارتفاع سنوي 7.85%. |
المستمعون في الولايات المتحدة |
– %47 من سكان الولايات المتحدة الذين تزيد أعمارهم على 12 عامًا يستمعون إلى بودكاست مرة واحدة على الأقل شهريًا. – يختار ما يصل إلى 33% من مستمعي البودكاست في أمريكا تلك المدونات الصوتية التي يمكن مشاهدتها أيضًا. |
الإنفاق على الإعلانات |
– من المتوقع ارتفاع الإنفاق على إعلانات البودكاست حول العالم بنسبة 16.18% إلى 4.02 مليار دولار في العام الحالي. |
في مايو 2024، نشرت “يو جف” نتائج استطلاع للرأي في 47 سوقًا حول العالم، والتي أظهرت أن 40% من المشاركين يستمعون للمدونات الصوتية لأكثر من ساعة أسبوعيًا، بينما يستمع 10% منهم لأكثر من 10 ساعات في الأسبوع.
يوضح الجدول التالي نسبة مستمعي البودكاست المنتظمين – البالغين الذين يقضون ساعة أو أكثر في الاستماع للبودكاست أسبوعيًا – في بعض الدول.
والذي يظهر أن صانعي البودكاست يجدون آذانًا مصغية في الشرق الأوسط وإفريقيا، حيث تضم جنوب إفريقيا أعلى نسبة من المستمعين مقارنة بأي سوق أخرى شملها الاستطلاع، بعدها جاءت السعودية بنسبة 59%.
نسبة مستمعي البودكاست (ساعة واحدة أسبوعيًا على الأقل) في بعض الدول حول العالم |
|
الدولة |
النسبة |
جنوب إفريقيا |
%68 |
السعودية |
%59 |
الإمارات |
%53 |
مصر |
%56 |
المغرب |
%45 |
لبنان |
%31 |
الولايات المتحدة |
%39 |
الصين |
%38 |
النرويج |
%36 |
ألمانيا |
%27 |
اليابان |
%10 |
تزدحم وتيرة الحياة في العصر الحالي بالكثير من الأمور وربما لا يجد البعض وقتاً للقراءة عن كافة الموضوعات المهمة، وربما حان دور الذكاء الاصطناعي للقراءة من المصادر المختلفة وتحويلها إلى محتوى صوتي.
“نوت بوك إل إم” Notebook LM-الذي قدمته “جوجل”- هو مساعد بحثي مخصص مصمم لفهم المعلومات المعقدة والقدرة على الإجابة عن التساؤلات بناءً على المصادر التي يقوم المستخدم بتغذيتها من ملفات “بي دي إف” ورسوم بيانية والتي يتم تحويلها تلقائيًا إلى “دفتر ملاحظات” شخصي.
يعد جزءًا من جهود شركة التكنولوجيا الأمريكية لاستخدام الذكاء الاصطناعي وتحويله إلى منتجات عملية تساعد الأشخاص العاديين.
ثم أعلن “نوت بوك إل إم” -المدعوم من “جيميني 1.5 برو”- هذا الشهر ميزة جديدة وهي المراجعات الصوتية “أوديو أوفرفيوز”Audio Overviews وهي تقدم طريقة جديدة للتفاعل مع مصادر المستخدم.
حظيت ميزة المراجعات الصوتية بقدر أكبر من الاهتمام مؤخرًا لأنها تستطيع إنشاء نظرة عامة صوتية أو بودكاست يمكن الاستماع إليه في أي وقت في صورة محادثة – أشبة بالمحادثات البشرية بين أصوات ذكورية وأنثوية.
هذه المحادثة أو المناقشة التي تتم عن طريق مضيفين للذكاء الاصطناعي لا تعبر عن وجهة نظر شاملة عن موضوع ما كما أنها ليست موضوعية لأنها ببساطة انعكاس للمصادر التي تم تحميلها.
ذكرت “أندريج كارباثي” مديرة المنتجات لدى “نوت بوك إل إم” أن هذه تجربة مختلفة تمامًا عن طرح أسئلة لروبوتات الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي مثل “شات جي بي تي”.
وأحدثت تلك الميزة ضجة عبر الإنترنت مع سعي الأشخاص لتجربتها وإنشاء البودكاست الخاص بهم من اختيارهم، وأشاد البعض بها ورأوا أنها ميزة مذهلة.
وقد لا تبدو الأصوات حقيقية في البودكاست لكن طريقة تفاعل مضيفي الذكاء الاصطناعي مع بعضهم البعض وتبادلهم المزاح تحاكي أسلوب وطريقة البودكاست الحقيقي، وذلك حسبما ذكر “بيزنس إنسايدر”.
لكن لا تزال تلك الميزة الصوتية تجريبية فقط كما أنها ليست مثالية وتشمل، بعض العيوب مثل شرح مضيفي الذكاء الاصطناعي للمصادر بالإنجليزية فقط ويفتقرون للدقة في بعض الأحيان، كما أنه ليس بإمكان المستخدم مقاطعة الحديث.
وبالتالي فإن تفضيلات المستمعين هي التي ستحدد مصير تلك الميزة -أو ربما غيرها مع تسارع شركات التكنولوجيا حول العالم للفوز في سباق الذكاء الاصطناعي- وما إذا كانت سكتب نهاية البودكاست الحقيقي الذي يقدمه البشر.