مغرب الجفاف يستورد اللحوم ويصدر الفواكه.. لماذا؟
أعرب الخبير الدولي في الموارد المائية، محمد بازة، عن قلقه إزاء قرار المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية (أونسا) الذي يتيح استيراد اللحوم الحمراء، في ظل العجز الذي يواجهه إنتاجها المحلي بسبب سنوات الجفاف المتواصلة.
وفي تدوينة له على منصة “فيسبوك”، تساءل بازة عن منطق استيراد المغرب للمواد الغذائية الأساسية مثل اللحوم والزيوت والقمح تحت ذريعة الجفاف، بينما يواصل تحقيق أرقام قياسية في صادراته من الفواكه التي تحتاج إلى كميات ضخمة من الماء، مثل التوت والأفوكادو.
ومؤخراً، أصدر المكتب الوطني للسلامة الصحية قراراً يسمح باستيراد اللحوم الحمراء المذبوحة، وذلك لمواجهة ارتفاع الأسعار التي وصلت إلى مستويات غير مسبوقة.
كما انتقد الخبير الفلاحي محمد الطاهر السرايري تركيز الزراعة على الأفوكادو، التي تتطلب 1600 ملم من التساقطات سنويًا، في الوقت الذي لا يتجاوز فيه مستوى التساقطات في بعض المناطق 400 ملم.
وتظهر الأبحاث العلمية أن إنتاج كيلوغرام واحد من الأفوكادو يحتاج إلى حوالي 2000 لتر من الماء، ومع ذلك يستمر بعض المصدرين في التطلع لتحقيق أرقام قياسية في صادراتهم.
وتأتي هذه الخطوة في وقت تواجه فيه البلاد تحديات حقيقية في الإنتاج المحلي، مما يعكس حجم التأثيرات السلبية للجفاف المستمر على القطاع الزراعي.
ووفقاً لتصريحات عمر يعقوبي، رئيس الفدرالية الوطنية لتجار الحبوب والقطاني، فإن المغرب يحتاج إلى استيراد 5 ملايين طن من القمح اللين نتيجة المحصول المحلي الضئيل، حيث توقعت مؤسسة بنك المغرب انخفاض إنتاج الحبوب بنسبة 57% مقارنة بالعام الماضي.
تُظهر هذه المعطيات التحديات المائية التي يواجهها المغرب في سياق تعارض بين الاستيراد والتصدير، مما يستدعي إعادة النظر في السياسات الزراعية المتبعة لضمان استدامة الموارد المائية.