مؤشر الجوع العالمي: المغرب ضمن الدول المنخفضة، لكن التحديات الاقتصادية تبقى
كشف مؤشر الجوع العالمي لعام 2024 عن تقدم ملحوظ حققه المغرب في جهود مكافحة الجوع، حيث يحتل المرتبة 48 بمعدل جوع يبلغ 9.2، مما يضعه ضمن الفئة “المنخفضة” على المؤشر الذي تصدره سنوياً مؤسسة “فيلت هانجر هيلفه” الألمانية.
وفقًا للتقرير، شهد المغرب انخفاضًا مستمرًا في معدل الجوع منذ عام 2000، حيث كانت النسبة حينها 15.5، ثم تراجعت تدريجياً إلى 11.7 في عام 2008، وواصلت الانخفاض لتصل إلى 8.7 في عام 2016. ومع ذلك، شهد المعدل ارتفاعًا طفيفًا ليصل إلى 9.2 في 2024.
تشير هذه الأرقام إلى أن المغرب قد حقق بعض التقدم في معالجة الجوع، لكن التحديات الاقتصادية والتغيرات المناخية لا تزال تؤثر سلبًا على الأمن الغذائي، خاصة في المناطق الريفية.
على الصعيد العربي، تصدرت الإمارات العربية المتحدة والكويت قائمة الدول التي حققت أدنى معدلات جوع، حيث حصلتا على درجات جوع منخفضة جدًا تقل عن 5.
تليهما تونس والجزائر والسعودية ولبنان، والتي سجلت درجات تتراوح بين 5.9 إلى 8.1، بينما جاءت عمان بعد المغرب بمعدل 9.9.
في الجهة الأخرى، تصدرت اليمن قائمة الدول ذات “الخطر العالي” بمعدل جوع بلغ 41.2، في حين تم تصنيف سوريا ضمن الفئة ذات الجوع المرتفع بمعدل 30.3، مما يعكس الوضع الخطير هناك.
كما تم تصنيف الأردن ومصر والعراق وليبيا ضمن فئة الجوع المتوسط، حيث تراوحت درجات الجوع بين 12 إلى 19.2.
على الصعيد العالمي، تصدرت بيلاروسيا قائمة الدول التي تسجل أدنى معدلات جوع، تليها البوسنة والهرسك، تشيلي، الصين وكوستاريكا، حيث تصنّف جميعها ضمن الفئة “المنخفضة”.
في المقابل، تأتي الصومال، بوروندي، جنوب السودان، تشاد واليمن في قاع التصنيف، حيث تعاني هذه الدول من أعلى مستويات الجوع، مع درجات مرتفعة تتراوح بين 44.1 و63.3، مما يعكس تفشي الأزمات الغذائية الناتجة عن النزاعات المسلحة، الأزمات الاقتصادية، والتغيرات المناخية السلبية.
أظهر التقرير، الذي صدر في 10 أكتوبر، أن 42 دولة في العالم تواجه مستويات خطيرة من الجوع، حيث تباطأ التقدم في مكافحة الجوع بشكل مقلق بسبب التحديات المتداخلة التي تصيب أفقر الدول والشعوب.
ومع اقترابنا من عام 2030، العام المستهدف لتحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، يبدو أن الآفاق لتحقيق الهدف الثاني (القضاء على الجوع) قاتمة.
ويشير التقرير إلى أن التقدم في معالجة الجوع قد توقف، مع عدم وجود تغييرات تذكر منذ عام 2016، مما يجعل الوصول إلى مستوى منخفض من الجوع بحلول عام 2030 أمراً بعيد المنال.
توقع التقرير أنه بالمعدل الحالي، لن تتمكن 64 دولة، أي نصف الدول المدرجة، من الوصول إلى مستوى منخفض من الجوع، وأن العالم قد لا يشهد انخفاضًا ملحوظًا في الجوع حتى عام 2160، أي بعد أكثر من 130 عامًا من الآن.