‘لوموند’: المغرب يمتلك ‘أكبر مسرح’ في إفريقيا بتكلفة 200 مليون يورو، لكنه لا يزال مغلقًا
رغم مرور ثلاث سنوات على انتهاء بناءه وتجهيزه، لا يزال مسرح الرباط الكبير مغلقًا أمام الجمهور، رغم تكلفته التي بلغت حوالي 200 مليون يورو، وفقًا لصحيفة “لوموند” الفرنسية.
**يُعتبر المسرح، الواقع على ضفاف نهر أبي رقراق ويمتد على مساحة تصل إلى 25 ألف متر مربع، من أبرز معالم العاصمة الرباط، وقد تم تصويره على أوراق نقدية تعبر عن رمزية “ورشة التنمية الاجتماعية والثقافية” في المملكة، كما يوضح بنك المغرب.
و على الرغم من اكتمال أعمال إنشاء وتجهيز المسرح، الذي يُعد الأكبر في إفريقيا بسعة 1800 مقعد، في عام 2021، إلا أنه لم يتم افتتاحه كما كان مُتوقعًا. كانت هناك تكهنات بافتتاحه في عدة مناسبات، بما في ذلك بعد انتهاء جائحة كورونا، ولكن جميعها باءت بالفشل.
تساؤلات كثيرة لا تزال تدور حول مصير المسرح، حيث لم تتمكن الصحيفة من الحصول على إجابات من المسؤولين المنتخبين في العاصمة، وأكدت مصادر أن لا أحد يعرف متى سيتم افتتاحه.
وأوضح أحد المسؤولين أن القرار يعود إلى الملك محمد السادس، الذي كان قد اختار تصميم المهندسة المعمارية العراقية زها حديد، والذي يُعتبر آخر أعمالها قبل وفاتها.
كما يُشير التقرير إلى أن تأجيل افتتاح المسرح يثير القلق، خصوصًا مع وجود مسرح كبير آخر في الدار البيضاء من تصميم المهندس المعماري الفرنسي كريستيان دي بورتزامبارك، والذي لا يزال مغلقًا أيضًا، رغم أن تكلفته بلغت 130 مليون يورو.
إجمالي تكلفة هذين المشروعين يُعادل ثلاثة أضعاف الميزانية المخصصة لوزارة الثقافة في عام 2024.
وفي سياق متصل، عبّر أحد أعضاء مجلس المدينة عن خيبة أمله، مُشيرًا إلى أن الاستثمار في مرافق ثقافية قائمة كان سيكون الخيار الأفضل، خاصة في ظل عدم استغلال الهياكل الحالية بشكل كافٍ.
و على صعيد آخر، تطرقت الصحيفة إلى أزمة التشغيل في القطاع الثقافي بالمغرب، مُشيرة إلى نقص الخبرات في الفنون المسرحية. وذكر كاتب مسرحي مغربي أن حتى مشغلي السينما يواجهون صعوبات في العثور على عارضي أفلام.
وفي الوقت الذي لم يبدأ فيه تعيين الموظفين للمسرح في الدار البيضاء، أكدت مصادر أنه لم تُبادر عملية اختيار المدير الفني والمدير العام لمسرح الرباط الكبير إلا في مارس الماضي.
مع استمرار تسليط الضوء على المسرح المغلق، اقترحت اللجنة المغربية المنظمة لكأس العالم 2030 استضافة قرعة المسابقة في المبنى، لكن ذلك لن يتم قبل عامي 2027 أو 2028، مما يثير التساؤلات حول ما إذا كان سيتم افتتاح المبنيين بحلول ذلك الوقت.