المقارنة بين صناديق الاستثمار المتداولة وصناديق الاستثمار المشتركة
– في ظل التنوع المتزايد في أدوات الاستثمار المالي، يقف المستثمرون اليوم أمام العديد من الخيارات لتحقيق أهدافهم المالية.
– من بين هذه الأدوات، تأتي صناديق الاستثمار المتداولة وصناديق الاستثمار المشتركة كخيارات رئيسية تثير اهتمام الكثيرين نظرًا لمزايا كلٍ منهما.
– ورغم أنهما يشتركان في فكرة الجمع بين مجموعة من الأصول، فإن الاختلافات الجوهرية بينهما – سواء من حيث الهيكل، أو السيولة، أو تكاليف الإدارة – تلعب دورًا حاسمًا في تحديد الأفضلية لدى المستثمرين.
– في هذا التقرير، نستعرض أوجه التشابه والاختلاف بين هذين النوعين من الصناديق، ونسلط الضوء على مزايا وعيوب كلٍ منهما لمساعدتك في اتخاذ قرار استثماري مستنير.
أولًا، ما أوجه التشابه بين صناديق الاستثمار المتداولة وصناديق الاستثمار المشتركة؟
1- هيكل مماثل
– يتشابه صندوقا الاستثمار المتداول والاستثمار المشترك في كونهما حقيبتي استثمار تجمعان مجموعة متنوعة من الأوراق المالية، مثل الأسهم والسندات، تحت سقف واحد.
2- فرصة وصول أكبر
– تتيح صناديق الاستثمار المتداولة وصناديق الاستثمار المشتركة للمستثمرين فرصة الوصول إلى مجموعة واسعة من الأصول والأسواق المتخصصة، مما يساهم في تحقيق تنويع أفضل لمحافظهم الاستثمارية مقارنة بالاستثمار في أسهم أو سندات فردية.
– ويمكن من خلال هذه الصناديق تكوين محفظة متوازنة تضم أصولاً متنوعة، مما يساعد على إدارة المخاطر وتحقيق عوائد مستدامة على المدى الطويل.
أوجه الاختلاف بين صناديق الاستثمار المتداولة وصناديق الاستثمار المشتركة |
||
|
صناديق الاستثمار المتداولة |
صناديق الاستثمار المشتركة |
كيف يتم إدارتها؟ |
– في حين تُدار معظم صناديق الاستثمار بطريقة نشطة أو سلبية، فإن صناديق الاستثمار المتداولة عادةً ما تتبع استراتيجية استثمار سلبية، حيث تسعى إلى محاكاة أداء مؤشر سوقي محدد. |
– تتخذ صناديق الاستثمار المشتركة شكلين رئيسيين: صناديق نشطة وصناديق مرتبطة بمؤشرات.
– ومع ذلك، فإن الغالبية العظمى من هذه الصناديق تُدار بنهج نشط.
ويتمثل دور مديري الصناديق في إدارة هذه الأصول النشطة بشكل استراتيجي لتحقيق عوائد أعلى من متوسط السوق.
|
كيف يتم تداولها؟ |
– تتم معاملة صناديق الاستثمار المتداولة كالأوراق المالية، حيث يتم تداولها بحرية في أسواق الأوراق المالية. – وتتأثر أسعارها بتقلبات العرض والطلب، مما يؤدي إلى تغيرها بشكل مستمر طوال جلسات التداول. – وبالتالي، قد يختلف سعر شراء صندوق الاستثمار المتداول عن سعر بيعه في نفس اللحظة، وذلك حسب ظروف السوق.
|
– تُنفَّذ أوامر شراء وبيع وحدات الصناديق الاستثمارية المشتركة مرة واحدة يوميًا بسعر موحد لجميع المستثمرين. |
ما هو الحد الأدنى للاستثمار؟ |
– نظرًا لأن صناديق الاستثمار المتداولة يتم تداولها شأنها شأن الأسهم، فلا يُشترط مبلغ استثماري أولي كبير. – يمكنك اقتناء سهم واحد فقط من الصندوق، تمامًا كما تشتري سهمًا واحدًا من أي شركة مدرجة. – ويتم تحديد سعر شراء الصندوق لحظة التداول، وهو ما يُعرف بسعر السوق. |
– عادةً ما يُحدد الحد الأدنى للاستثمار الأولي في صناديق الاستثمار المشتركة بمبلغ ثابت مقوّم بالدولار الأمريكي، بحيث لا يخضع لتقلبات سعر سهم الصندوق. – وعلى خلاف صناديق الاستثمار المتداولة، يتيح هذا النوع من الصناديق للمستثمرين شراء وحدات الصندوق بأسهم جزئية أو بمبالغ نقدية ثابتة بالدولار.
|
ما هي التكاليف؟ |
– ترتبط صناديق الاستثمار المتداولة بتكاليف متنوعة، منها ما هو ظاهر مثل عمولات التداول ونسبة المصروفات التشغيلية التي يحددها مزود الصندوق. – ولكن هناك تكاليف أخرى خفية تتعلق بفارق السعر بين العرض والطلب، بالإضافة إلى أي علاوة أو خصم على صافي قيمة أصول الصندوق. تحدث هذه الفروق في السعر عند شراء أو بيع الصندوق في السوق، وقد تزيد من التكلفة الإجمالية للاستثمار. |
– يمكن شراء صناديق الاستثمار المشتركة دون عمولات تداول، إلا أنها قد تخضع لرسوم إضافية مثل رسوم التحميل والاسترداد المبكر، بالإضافة إلى نفقات التشغيل. |
ماذا عن الكفاءة الضريبية؟ |
– تتميز صناديق الاستثمار المتداولة عمومًا بمعدل دوران أقل للأصول، مما قد يحد من فرص تحقيق مكاسب رأسمالية سريعة للمستثمرين مقارنة بأنواع أخرى من الصناديق |
– قد يؤدي بيع الأوراق المالية داخل صندوق استثمار مشترك إلى تحقيق أرباح رأسمالية للمستثمرين، حتى لو كانوا قد تكبدوا خسائر غير محققة في إجمالي استثماراتهم بالصندوق. |
أيهما الأنسب لك: صندوق الاستثمار المتداول أم صندوق الاستثمار المشترك؟
هذا يعتمد على أهدافك وطبيعتك كمستثمر.
هل أنت متداول نشط؟
– تتمتع صناديق الاستثمار المتداولة بمرونة عالية في التداول، حيث تسمح بتنفيذ مجموعة واسعة من الاستراتيجيات المتقدمة مثل التداول اليومي، وأوامر الإيقاف، والتداول بالخيارات، والبيع على المكشوف، وهي ميزات غير متاحة في صناديق الاستثمار المشتركة.
حساسيتك تجاه الضرائب
– إذا كانت الضرائب تشغل بالك، فقد تجد أن صناديق الاستثمار المتداولة وصناديق المؤشرات المشتركة هي خيار أفضل من الصناديق التي يديرها مديرو استثمارات بشكل نشط، حيث إنها عادة ما تكون أكثر كفاءة ضريبيًا.
– بشكل عام، تميل صناديق الاستثمار المتداولة إلى تحقيق كفاءة ضريبية أعلى مقارنة بصناديق المؤشرات المشتركة.
اختر صندوق الاستثمار المشترك، في الحالات الآتية:
1- إذا كنت تستثمر بصفة منتظمة
– إذا كنت تقوم بإيداعات منتظمة بصفة دورية، فإن الاستثمار في صندوق استثمار مشترك بدون رسوم يمثل خيارًا مثاليًا.
– تتيح هذه الطريقة الاستفادة من ميزة متوسط التكلفة الدولارية، مما يعني شراء المزيد من الأسهم عندما تكون الأسعار منخفضة والعكس صحيح.
– بالإضافة إلى ذلك، يمكنك الاستثمار بأي مبلغ تريده، حتى لو كان جزءًا من سهم واحد، مما يجعل الاستثمار أكثر مرونة.
2- الصناديق المتداولة يتم تداولها في البورصة بفارق ضئيل
– عند إجراء عمليات البيع والشراء لأسهم الصناديق المتداولة في البورصة، قد يكون السعر المتداول أقل من القيمة الصافية لأصول الصندوق.
– يُعرف هذا الاختلاف في السعر، والذي يُطلق عليه غالبًا “فوارق العرض والطلب”، بأنه عادةً طفيف، إلا أن هذه الفروقات قد تكون ملحوظة في الصناديق ذات السيولة المنخفضة.
– على النقيض من ذلك، تتداول الصناديق المشتركة دائمًا بسعر يعادل قيمتها الصافية للأصول، دون أي فروقات في العرض والطلب.
3- تبحث عن صندوق يمكنه التفوق على السوق
– تُستخدم الصناديق المُدارة بنشاط كأداة فعالة لإدارة المخاطر وتقليل تأثيرات التقلبات السوقية، مما يوفر للمستثمرين حماية أفضل لأصولهم.
4- ترغب في الاستثمار في سوق أقل كفاءة
– تميز بعض الأسواق بـ “كفاءة عالية”، مما يعني أن أسعار الأصول فيها تعكس جميع المعلومات المتاحة بشكل فوري ودقيق.
– يصعب على المستثمرين في مثل هذه الأسواق تحقيق عوائد تفوق متوسط السوق من خلال اتباع استراتيجيات استثمارية نشطة.
– على الجانب الآخر، تتيح الأسواق “الأقل كفاءة”، مثل سوق السندات عالية العائد أو الأسواق الناشئة، فرصاً أكبر لتحقيق عوائد مرتفعة من خلال اتباع استراتيجيات استثمارية نشطة، وذلك بفضل وجود معلومات غير متكافئة بين المستثمرين وإمكانية اكتشاف فرص استثمارية مغفلة عن الآخرين.