التضخم في أسعار المواد الاستهلاكية الأساسية بالمغرب : عوامل مؤقتة أم تحول هيكلي؟
لا تزال أسعار المواد الاستهلاكية الأساسية في المغرب تسجل ارتفاعات قياسية، مما يثير العديد من التساؤلات بين المواطنين.
وقد جاء هذا الوضع بعد شهر من انتهاء العطلة الصيفية، التي اعتبرت أحد العوامل المؤثرة في موجة الغلاء، نظرًا للزيادة في الطلب المرتبطة بالعطل والمناسبات الاجتماعية.
ورغم ذلك، لم تشهد الأسعار تراجعًا ملحوظًا، باستثناء انخفاض سعر الدجاج بمقدار 10 دراهم في الأسبوعين الأخيرين.
كما تتزايد المخاوف من احتمال تحول ما وصفه بعض الخبراء بـ “موجة تضخمية ظرفية” إلى تضخم حقيقي وهيكلي. وقد يؤدي ذلك إلى تجاوز معدل التضخم المتوقع للحد المقدر بـ 2 في المئة بنهاية السنة، وفقًا لتوقعات المؤسسات المالية الوطنية والدولية، بما في ذلك بنك المغرب.
ومع ذلك، دعا خبراء اقتصاديون إلى ضرورة التريث، مشيرين إلى أن العوامل الرئيسية المسببة لهذا الغلاء، مثل الجفاف وندرة الأمطار، لا تزال خارج السيطرة.
في هذا الإطار، أوضح إدريس الفينة أن أسعار المواد الاستهلاكية الأساسية، مثل اللحوم الحمراء والبيضاء والسردين، لا تزال مرتفعة رغم انخفاض معدل التضخم في الأشهر الأخيرة.
وأكد على أهمية وجود تضخم سلبي لخفض هذه الأسعار، مشيرًا إلى أن العوامل المؤثرة في ارتفاع الأسعار، خاصة في القطاع الزراعي، لا تزال قائمة.
كما أشار إلى أن الجفاف أدى إلى انخفاض الإنتاج الوطني بنسبة تصل إلى 50% في اللحوم الحمراء، وزيادة تكلفة الأعلاف.
على صعيد آخر، استبعد الفينة احتمال أن يتجه الاقتصاد المغربي نحو تضخم حقيقي أو هيكلي، مؤكدًا أن ارتفاع الأسعار لن يؤثر بشكل كبير على التوقعات الخاصة بمعدل التضخم.
كما دعا إلى الانتظار قبل اتخاذ أي قرارات، في ظل عدم السيطرة على العوامل الأساسية التي تؤثر في الأسعار، مثل الجفاف والصراعات الدولية التي تؤدي إلى ارتفاع أسعار الطاقة.
من جهته، أكد بدر الزاهر الأزرق، خبير اقتصادي، نفس الفكرة، مستبعدًا تحول موجة الغلاء إلى تضخم هيكلي.
وبيّن أن استمرار ارتفاع أسعار بعض المواد لا يعني بالضرورة وجود تضخم هيكلي، بل يرتبط بأسباب خاصة بكل مادة على حدة. على سبيل المثال، تعاني اللحوم الحمراء من قلة العرض بسبب ضعف الإنتاج المحلي مقارنة بالطلب المرتفع.ِ