شهدت أكبر شركات النفط الدولية في العالم، مثل إكسون موبيل وشيفرون وبي بي وشل وتوتال إنرجيز، أرباحًا قياسية على مدى العامين الماضيين، بفضل ارتفاع أسعار النفط وسط مخاوف بشأن العرض.
ولكن مع تحول تركيز السوق إلى القلق بشأن الطلب، شهدت الأسعار انخفاضًا في الأشهر الأخيرة، مما أثر سلبًا على أرباح هذه الشركات.
ساهمت الأرباح الضخمة في عام 2022 والأرباح القوية في 2023 في تعزيز مدفوعات المساهمين من خلال توزيعات الأرباح وإعادة شراء الأسهم.
ومع ذلك، مع تراجع أسعار النفط إلى ما دون 80 دولارًا للبرميل في الأسابيع الأخيرة، بدأ المحللون يشككون في قدرة الشركات الكبرى على الحفاظ على عوائد المساهمين العالية التي تم تقديمها في السنوات السابقة.
و يتوقع المحللون أن يؤدي انخفاض أسعار النفط إلى تراجع أرباح شركات النفط الكبرى، ولكنهم يحرصون على الحفاظ على مدفوعات المساهمين الحالية.
كما يواجه المستثمرون الآن تحديًا جديدًا في العودة إلى القطاع بعد فترة من الانتقادات البيئية.
في أعقاب أزمة الطاقة عام 2022، عادت الشركات الأوروبية الكبرى مثل شل وبي بي إلى إنتاج النفط والغاز، مما أثار ترحيب المساهمين. واعتبر المستثمرون أن أعمال النفط والغاز لا تزال تحقق عوائد أعلى مقارنة بالطاقة المتجددة.
وفقًا لتقديرات، قامت أكبر خمس شركات نفط دولية بتوزيع أكثر من 272 مليار دولار على شكل مدفوعات للمساهمين منذ بداية عام 2022.
وللحفاظ على هذه المستويات، تحتاج الشركات إلى أن يكون سعر برميل خام برنت عند 80 دولارًا على الأقل.
ومع ذلك، تتداول أسعار خام برنت حاليًا بأقل من 75 دولارًا، مما يزيد من الضغوط على الشركات. شهدت التوقعات انخفاضًا نتيجة مخاوف الطلب وزيادة العرض المحتمل.
على سبيل المثال، خفض بنك مورجان ستانلي توقعاته لسعر أسهم الشركات الأوروبية الكبرى، مما يدل على ضغوط متزايدة على الشركات للحفاظ على مدفوعات المساهمين.
و لم تُظهر أي من شركات النفط الكبرى أي نية لتقليص عائداتها للمساهمين رغم الانخفاضات في أسعار النفط. لا تزال هذه الشركات تسجل تدفقًا نقديًا قويًا، مع استمرارية برامج إعادة شراء الأسهم.
أكدت شركة بي بي على زيادة أرباحها بنسبة 10% وتمديد برنامج إعادة الشراء حتى عام 2024. كما أعلنت شركة شل عن عمليات إعادة شراء بمبالغ ضخمة، مشددة على استمرار أدائها القوي.
في السياق نفسه، أكدت شركة توتال إنرجيز على عائدات المساهمين المتوقعة، بما في ذلك خططها لإعادة شراء أسهم بقيمة 8 مليارات دولار هذا العام.
و تواجه شركات النفط الكبرى تحديات جديدة في ظل تراجع أسعار النفط، مما قد يؤثر على قدرتها على الحفاظ على العوائد السخية للمساهمين. ومع ذلك، لا تزال هذه الشركات تظهر ثقة في أدائها وتواصل سعيها لتحقيق الأرباح وزيادة القيمة للمساهمين.
