شهد اليورو تراجعًا في السوق الأوروبية يوم الأربعاء أمام سلة من العملات العالمية، ليعود إلى مسار الخسائر بعد توقف دام يومين أمام الدولار الأمريكي، مسجلاً أدنى مستوى له في شهرين.
جاء هذا التراجع بسبب الضغوط التي تواجه العملة الموحدة، وسط توقعات بخفض كبير لأسعار الفائدة من قبل البنك المركزي الأوروبي في الأسبوع المقبل.
وفي المقابل، اختفت تمامًا احتمالات خفض أسعار الفائدة الأمريكية بمقدار 50 نقطة أساس في نوفمبر المقبل، وظهرت توقعات بالإبقاء على أسعار الفائدة دون أي تغيير. هذا الوضع زاد من القلق بشأن اتساع الفجوة بين أسعار الفائدة في أوروبا والولايات المتحدة.
من جهة أخرى، يترقب المستثمرون محضر اجتماع السياسة النقدية الأخير لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، الذي شهد أول خفض في سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية منذ 2020، مما سيساهم في إعادة تقييم توقعات أسعار الفائدة الأمريكية.
و انخفض اليورو مقابل الدولار بنسبة 0.3% ليصل إلى 1.0950 دولار، وهو أدنى مستوى منذ 15 غشت ، بعد أن افتتح التداولات عند 1.0980 دولار، بينما سجل أعلى مستوى خلال اليوم عند 1.0981 دولار.
أنهى اليورو تعاملات يوم الثلاثاء بارتفاع طفيف بنسبة 0.1%، محققًا ثاني مكسب يومي على التوالي، في ظل عمليات تعافٍ من مستويات منخفضة وتحسن طفيف في شهية المخاطرة بالأسواق.
و في سبتمبر، تراجع معدل التضخم الرئيسي في منطقة اليورو إلى أدنى مستوى له في ثلاث سنوات ونصف، مما يعكس استمرار تراجع الضغوط التضخمية على صناع السياسة النقدية في البنك المركزي الأوروبي.
و صرحت رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاجارد الأسبوع الماضي بأن التطورات الأخيرة تدعم توقعات عودة التضخم إلى المستهدف في الوقت المناسب، مشيرة إلى أن هذا سيظهر في قرار السياسة النقدية خلال اجتماع 17 أكتوبر.
و عقب هذه التصريحات، ارتفعت التوقعات في أسواق المال بشأن خفض الفائدة الأوروبية بنحو 25 نقطة أساس في أكتوبر، من 80% إلى 95%.
وفقًا لأداة “فيد ووتش” التابعة لمجموعة CME، بلغت توقعات خفض أسعار الفائدة الأمريكية بنحو 25 نقطة أساس في اجتماع نوفمبر 87%، بينما استقرت توقعات الإبقاء على الفائدة دون تغيير عند 13%.
لتقييم هذه الاحتمالات، يترقب المستثمرون صدور محضر اجتماع السياسة النقدية الأخير لمجلس الاحتياطي الفيدرالي.
خلال الاجتماع الأخير، قام الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس، في خطوة قوية ضمن بداية دورة التيسير النقدي الجديدة في الولايات المتحدة.
