في ظل انخفاض الإنتاج الفرنسي، المغرب يلجأ لاستيراد أكثر من 200 ألف طن من القمح الروسي في 2024
تشهد دول المغرب، الجزائر، وتونس تحديات كبيرة في تأمين إمدادات القمح، في ظل توقعات بانخفاض حاد في محصول القمح الفرنسي لعام 2024، وفقاً لما ذكره ماكسينس ديفيلرز، محلل السوق لدى Argus Media France.
فرنسا، التي كانت تاريخياً أحد أهم موردي القمح لهذه الدول، تتوقع تراجعاً كبيراً في إنتاجها إلى 25.17 مليون طن، وهو أدنى مستوى منذ عام 1983، مقارنة بـ35 مليون طن تم إنتاجها في عام 2023.
في ظل هذه التوقعات، لجأ المغرب إلى السوق الروسية لتأمين احتياجاته، حيث استورد أكثر من 200,000 طن من الحبوب الروسية خلال عام 2024، وفقاً لما ذكرته الوكالة الروسية الزراعية.
وقد ساهم ميناء فيسوتسك الروسي وحده في شحن 94,000 طن من الحبوب إلى المغرب منذ بداية العام.
وأوضح ديفيلرز أن روسيا، التي أنتجت 82.5 مليون طن من القمح هذا العام وتحتفظ بـ 14.9 مليون طن في المخازن، من المرجح أن تستفيد من فقدان المنتجين الفرنسيين لحصتهم في السوق.
هذه الأزمة تتفاقم نتيجة الظروف المناخية الصعبة في فرنسا، حيث أثرت الأمطار الغزيرة على محصول القمح، مما أدى إلى انخفاض بنسبة 20٪ في الإنتاج وتراجع كبير في الصادرات، خاصة إلى شمال إفريقيا.
هذا التحدي يأتي في وقت تحتاج فيه المنطقة إلى كميات أكبر من القمح لتلبية احتياجات النمو السكاني، خصوصاً في المغرب الذي يعاني من جفاف مستمر للسنة الثالثة على التوالي، مما يؤثر على إنتاجه المحلي من القمح.
وفي نفس الوقت، من المتوقع أن تواجه أوكرانيا، أحد الموردين الرئيسيين للحبوب، انخفاضاً كبيراً في صادراتها بسبب التراجع الحاد في المخزونات، مما يزيد من تعقيد الوضع على مستوى إمدادات القمح العالمية.