“تراجع أسعار البلاديوم وسط صعود الدولار وتوقعات بتحول في الطلب بسبب المركبات الكهربائية
شهدت أسعار البلاديوم انخفاضًا خلال تداولات اليوم الثلاثاء، بالتزامن مع صعود الدولار الأمريكي مقابل معظم العملات الرئيسية.
جاء هذا الارتفاع بعد تصريحات من رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي خيبت توقعات الأسواق بشأن تخفيض كبير في أسعار الفائدة خلال الفترة المقبلة.
منذ بداية عام 2024 وحتى اليوم، تراجع البلاديوم بنسبة 8.7%. وبلغ أعلى مستوى له في 52 أسبوعًا 1254.20 دولارًا للأوقية في 1 أكتوبر 2023، في حين سجل أدنى مستوى خلال نفس الفترة عند 833.25 دولارًا في 5 غشت 2024.
يتم تسعير البلاديوم بالدولار الأمريكي، مما يعني أن تغيرات قيمة الدولار تؤثر بشكل مباشر على سعره. هناك العديد من العوامل التي تؤثر على أسعار البلاديوم، مثل التغيرات في الطلب العالمي، الأوضاع الجيوسياسية، والتوترات في الدول المنتجة الرئيسية مثل روسيا وجنوب إفريقيا.
كما يلعب سلوك المستثمرين والمضاربات في السوق دورًا كبيرًا في تحديد مسار الأسعار.
يتوقع المحللون أن تزايد استخدام المركبات الكهربائية قد يساهم في انخفاض أسعار البلاديوم. يعود هذا التراجع في الأسعار بشكل كبير إلى انخفاض الطلب على المحولات الحفازة التقليدية، التي تشكل أحد الاستخدامات الرئيسية للبلاديوم في صناعة السيارات.
البلاديوم هو أحد المعادن الثمينة الأربعة التي يمكن للمستثمرين تداولها عبر السبائك المادية، المنتجات المتداولة في البورصة، أو العقود الآجلة. كما يتم تحديث أسعار المعادن الأخرى مثل الذهب، الفضة، والبلاتين بشكل مستمر.
البلاديوم هو معدن نادر يوجد بتركيز ضئيل في قشرة الأرض (0.015 جزء في المليون). تم اكتشافه في أوائل القرن التاسع عشر على يد الكيميائي الإنجليزي ويليام هايد وولاستون، وسُمّي على اسم الكويكب “بالاس”. تعتبر كندا وروسيا وجنوب إفريقيا والولايات المتحدة من بين أكبر الدول المنتجة له.
يُستخدم البلاديوم بشكل رئيسي في المحولات الحفازة للسيارات، كما يدخل في صناعات أخرى مثل المعدات الكهربائية وطب الأسنان، ويُعد بديلاً للبلاتين في المجوهرات.
خلال أواخر القرن العشرين وأوائل القرن الحادي والعشرين، ارتفعت أسعار البلاديوم بشكل ملحوظ بسبب تزايد الطلب ومحدودية العرض. اثنان من أكبر المنتجين، روسيا وجنوب إفريقيا، يعانيان من نقص في الاستثمارات وبنية تحتية ضعيفة، مما أدى إلى تذبذب في الإنتاج.
في العقد الماضي، تراوح سعر البلاديوم بين 500 و1000 دولار للأوقية. إلا أنه شهد ارتفاعًا ملحوظًا في عامي 2020 و2021، وتجاوز سعر الذهب عندما تخطى حاجز 2000 دولار للأوقية. بلغ البلاديوم ذروته عند 3440 دولارًا للأوقية في مارس 2022، مدفوعًا بتعطيل الإمدادات بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا.
منذ ذلك الحين، بدأت أسعار البلاديوم في الانخفاض بشكل متواصل، حيث انخفضت إلى ما دون 1500 دولار للأوقية في عام 2023. يعزو الخبراء هذا التراجع إلى الزيادة في استخدام المركبات الكهربائية، التي لا تعتمد على المحولات الحفازة التقليدية.
في السياق ذاته، ارتفع مؤشر الدولار بنسبة 0.4% إلى 101.2 نقطة بحلول الساعة 15:19 بتوقيت غرينتش. أما على صعيد التداولات، فقد تراجعت العقود الآجلة للبلاديوم تسليم ديسمبر بنسبة 0.5% لتصل إلى 995 دولاراً للأوقية بحلول الساعة 15:20 بتوقيت غرينتش.