دراسة : تكلفة البطالة والشباب خارج التكوين تتجاوز 115 مليار درهم
سلطت دراسة أكاديمية حديثة الضوء على الأعباء المالية الكبيرة المرتبطة بشباب “NEET”، الذين لا يشاركون في التعليم أو العمل أو التكوين، حيث تجاوزت التكاليف 115 مليار و636 مليون درهم.
و تشمل هذه الأعباء تلك التي تتحملها الميزانية العامة بالإضافة إلى إجمالي تكلفة الفرص الضائعة.
أعدت هذه الدراسة الباحثتان مريم لواء الدين وعبد الرحمان أوداد من جامعة ابن الطفيل بالقنيطرة، ووجدت أن تكاليف بطالة هؤلاء الشباب تأتي في مقدمة التحديات الاقتصادية، حيث تُقدَّر الخسائر بـ 115 مليار درهم لعام 2019.
و تتوزع هذه الخسائر بين تكاليف الميزانية العامة بسبب انخفاض المساهمات والإيرادات الضريبية التي بلغت نحو 60.5 مليار درهم، إضافةً إلى تكلفة الفرص الضائعة التي تقدر بحوالي 55 مليار درهم.
وفيما يتعلق بالصحة، كشفت الدراسة عن الأعباء الصحية الثقيلة التي تتحملها الميزانية العامة والأسر المعنية، حيث أن هذه الفئة من الشباب معرضة لمعدلات مرتفعة من الأمراض النفسية، مثل الاكتئاب والعزلة، نتيجة أوضاعهم المعيشية والاجتماعية، مما قد يزيد من تفاقم معاناة من يعانون من أمراض جسدية مزمنة.
كما أكدت الدراسة أن الأسر التي تواجه تحديات صحية أو إعاقات تتحمل أعباء مالية واجتماعية كبيرة، إلى جانب الضغط النفسي والرعاية غير الرسمية، مما يضيف إلى الأعباء الصحية العامة التي تتحملها الحكومة عبر خدمات الحماية الصحية.
وحسب الدراسة، فإن إجمالي التكاليف الصحية لقطاع “NEET” تجاوزت 220 مليون درهم في عام 2019، مع تقدير عدد الشباب الذين يحتاجون إلى رعاية طبية بحوالي 87 ألف شخص.
تتوزع هذه التكاليف بين النفقات الصحية التي تتحملها المالية العامة والتي تُقدَّر بـ 137 مليون درهم، بالإضافة إلى الأعباء المالية على الأسر بسبب عدم قدرة هؤلاء الشباب على الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية، والتي تقدر بـ 84 مليون درهم.
علاوة على ذلك، أصدر المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي تقريرًا حول الشباب “NEET”، حيث أشار إلى أن عدد هؤلاء الشباب في الفئة العمرية بين 15 و24 عامًا يصل إلى 1.5 مليون شخص، ويتضاعف هذا العدد ليصل إلى 4.3 مليون شاب عند توسيع الفئة العمرية حتى 34 سنة.
إن استمرار إقصاء هذه الفئة من الشباب يثير القلق، حيث يُعتبر تهديدًا للتماسك الاجتماعي والسلم الأهلي، ويعزز من مظاهر الفقر والهشاشة، ويغذي الإحباط والأزمات النفسية، مما قد يؤدي في النهاية إلى الانحراف والتطرف والهجرة غير الشرعية.