رالي السيارات الرقمية .. تسلا أولا ومن خلفها الصينيون
تتخلف شركات كبرى مثل “تويوتا موتور” و”فولكس فاجن” و”جنرال موتورز” عن “تسلا” وعدد من الشركات الصينية في سباق التطور التكنولوجي فيما يتعلق بتطوير البرمجيات المهمة اللازمة لتشغيل المركبات الكهربائية، وهو ما يهدد قدرتها على جني أرباح أكثر في المستقبل.
ظهرت ثلاث شركات صناعة سيارات عريقة فقط وهي “فورد موتور” و”جنرال موتورز” و”بي إم دبليو” ضمن المراكز العشرة الأولى في “مؤشر شركات صناعة السيارات الرقمية” الذي قدمته شركة الاستشارات “جارتنر” والذي يقيم 22 شركة عبر تسع فئات رئيسية للتحول للتركيز على البرمجيات ويحلل 13919 نقطة بيانات.
في حين هيمنت على القائمة “تسلا” وشركات صينية مثل “نيو” و”إكس بنج” وأخرى ناشئة منها “ريفيان أوتوموتيف” و”لوسد”.
ترتيب شركات صناعة السيارات وفقًا لمؤشر “جارتنر” الرقمي لعام 2024 |
|
الترتيب |
شركة صناعة السيارات |
01 |
تسلا |
02 |
نيو |
03 |
إكس بنج |
04 |
ريفيان |
05 |
لوسد |
06 |
جيلي |
07 |
بي واي دي |
08 |
فورد |
09 |
جنرال موتورز |
10 |
بي إم دبليو |
11 |
مرسيدس |
12 |
رينو |
13 |
فولكس فاجن |
14 |
تشانجان |
15 |
هيونداي- كيا |
16 |
هوندا |
17 |
ستيلانتس |
18 |
سايك |
19 |
نيسان |
20 |
تويوتا |
21 |
مازدا |
22 |
جاكوار لاند روفر (تاتا موتورز) |
أداء تسلا والشركات الصينية
حافظت الأمريكية “تسلا” على صدارة المؤشر لعام 2024 رغم تراجع إجمالي نقاطها، وتلتها بعد ذلك الصينيتان “نيو” و”إكس بنج” مع تحسن كل منهما عن العام الماضي.
لكن ذكر “بيردو باتشيكو” المحلل لدى “جارتنر” في مقابلة مع “أوتوموتيف نيوز”: تسلا بدأت في إظهار بعض أوجه القصور في فئة الاتصال، لأنها لا تزال لا تمتلك تقنية الجيل الخامس، ولم تنتقل بعد للاتصال عبر الأقمار الصناعية، كما أنها خسرت نقاطًا بسبب إعادة ترتيب فريق قيادتها بصورة متكررة.
بالفعل، استقالت “سريلا فينكاتاراتنام” نائبة رئيس العمليات المالية والتجارية لشركة “تسلا” خلال أغسطس، لتكون رابع مسؤول تنفيذي يغادر الشركة التي يتولى الملياردير “إيلون ماسك” قيادتها في غضون خمسة أشهر.
وأوضح “باتشيكو”: لا يزال لدى “تسلا” عدد جيد من الأشخاص ذوي الخبرة في القيادة، لكن كان هناك عدد من التغييرات مؤخرًا ومن السابق لأوانه معرفة كيف ستسير الأمور بالنسبة للشركة.
وجاءت الأمريكية “ريفيان” -التي تأسست عام 2009- في المركز الرابع بعدما حسنت كفاءة البيك آب “آر 1 تي” المحدثة والكروس أوفر “آر 1إس” من خلال تزويدهما بشبكة كمبيوتر جديدة، وتقنيات هندسية حديثة.
كما حققت شركات صينية أخرى منها “جيلي” و”بي واي دي” -المدعومة من الملياردير “وارن بافت”- تقدمًا كبيرًا، وعلق “باتشيكو” قائلاً: كان متوسط أداء شركات صناعة السيارات الصينية جيدًا للغاية.
ماذا عن أداء الشركات الأقدم عمرًا؟
تعتبر الأمريكية “فورد” الأفضل أداءً بين العلامات التجارية العريقة إذ جاءت في المركز الثامن، بعدها “جنرال موتورز” و”بي إم دبليو”، و”مرسيدس” والفرنسية “رينو”، والألمانية “فولكس فاجن”.
أما بالنسبة لليابانية “تويوتا” فظهرت في المركز العشرين بالترتيب وتراجع تقييمها 7% عن العام الماضي، وهو ما أرجعه “باتشيكو” إلى أن رئيس برمجيات المركبات بالشركة لم يعد مسؤولاً عن تقديم تقارير للرئيس التنفيذي مباشرة، وهو ما يعطي علامة سلبية بشأن التزام “تويوتا” نحو البرمجيات.
يرى “جيمس هونج” محلل السيارات لدى “ماكواري” أنه يتعين على “تويوتا” التغلب على الأمر، وإذا لم تفعل ذلك فإنها تخاطر -إلى جانب شركات “سوبارو” و”مازدا” و”سوزوكي”- بفقدان حصة سوقية وقد تصبح مضطرة للاعتماد على شركات مثل “آبل” و”جوجل” للحصول على برمجيات ستكون أساسية لسياراتها.
جاءت “جاكوار لاند روفر” في المركز الأخير في الترتيب لأنها بحاجة للتحسن في كافة المجالات، بما يشمل إعطاء الأولوية لبرمجيات المركبات، وزيادة رواتب مهندسي البرمجيات، واتخاذ خطوات كبيرة نحو القيادة الذاتية والتحول الكهربي.
تحديات أمام الشركات العريقة
تتوقع شركة الاستشارات “أكسنتشر” أن تولد الخدمات الرقمية 3.5 تريليون دولار أو حوالي 40% من الإيرادات التي تولدها صناعة السيارات على مستوى العالم بحلول 2040، مقارنة مع حوالي 300 مليون دولار فقط أو 3% من العائدات حاليًا.
يبرز ذلك أن انتقال صناعة السيارات من التركيز على التفوق في أداء المحرك إلى تطوير البرمجيات يشكل تحديًا للاعبين رئيسين مثل أكبر شركات الصناعة في العالم “تويوتا”، الذين يحتاجون للمساعدة لمواكبة التغييرات التي تركز على البرامج المتحكمة في بطاريات السيارات الكهربائية وأنظمة السلامة وتكنولوجيا القيادة الذاتية.
يسلط الضوء على الفجوة الكبيرة التي تحتاج شركات صناعة السيارات العريقة لمحوها مضاهاة البراعة الرقمية لمنافسيها الأحدث.
وهو ما أوضحه تصريح “أندرس بيلز” كبير مسؤولي الهندسة والتكنولوجيا لدى “فولفو” عندما أطلقت الشركة السويدية التابعة لـ “جيلي” سيارتها الرياضية الكهربائية الجديدة “إي إكس 90” في وقت سابق هذا الشهر عندما قال: إنها عملية انتقالية صعبة بالتأكيد تتطلب تحولاً في التفكير، فضلاً عن التحول في التكنولوجيا.
وأضاف “باتشيكو” أن البرمجيات يجب أن تشكل أولوية قصوى لشركات صناعة السيارات اليوم، لأن هذا المجال سريع للغاية.
لكنه أقر أيضًا بأن الأمر سيستغرق وقتًا طويلاً حتى تتحول أي شركة تقليدية إلى التكنولوجيا، مشيرًا إلى نقاط ضعف رئيسية تعاني منها أغلب تلك العلامات التجارية أن قيادتها وثقافتها ومواهبها لا تتمحور حول البرمجيات بدرجة كافية مقارنة بمنافسيها.
أما مسؤولو العلامات التجارية الأحدث فقد بدأوا في عالم التكنولوجيا، لذلك عندما تواجههم مشكلة برمجية كبيرة يعالجونها على الفور، بينما يضع مسؤولو العلامات الأقدم عمرًا الأولوية للمشكلات الفنية.
ومن أجل اللحاق بالركب وتحقيق تقدم تكنولوجي، فإن قادة العلامات التجارية الأقدم عمرًا بحاجة لمنح الأولوية للبرمجيات، وذلك حسبما ذكر “باتشيكو”.
كما أن الشركات التقليدية اعتمدت على مهندسيها لتطوير التكنولوجيا والبرمجيات، لكنها تتطلع حاليًا خارجها بحثًا عن المواهب في الشركات الناشئة والمجموعات التقنية الكبرى مثل “جوجل” ما يشكل صراعات ثقافية وتوترات داخلية.
وعلى الرغم من تكلفة تطوير البرمجيات وتتطلبه لمواهب جديدة إلا أنه يقلل من تكلفة الإصلاحات التي يمكن أن تتم رقميًا، ويعزز ولاء العملاء لأنه لا يدفع المستهلكين للبحث عن علامات تجارية أخرى.