محمد صديقي: “الصفقة الأوروبية الخضراء” تطرح تحديات وفرصًا جديدة للقطاع الزراعي المغربي
أكد وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، محمد صديقي، أن “الصفقة الأوروبية الخضراء” تضع المصدرين المغاربة في مواجهة تحديات جديدة خلال السنوات القادمة، تتعلق بالتكيف مع المعايير البيئية والمناخية التي سيفرضها الاتحاد الأوروبي.
وأوضح صديقي خلال المؤتمر الدولي حول “الصفقة الخضراء وتحديات استدامة صادرات المغرب نحو الاتحاد الأوروبي”، الذي عقد في أكادير يوم الجمعة 20 شتنبر 2024، أن القطاع التصديري المغربي سيواجه تحديات كبيرة تتعلق بالتكيف مع المتطلبات البيئية الجديدة للاتحاد الأوروبي.
وأشار الوزير إلى أن “الصفقة الخضراء” تمثل نقطة تحول في العلاقات التجارية بين المغرب والاتحاد الأوروبي، وضرورة تحويل هذا التحول إلى نجاح مشترك.
وأكد صديقي أن الهدف من هذه الخطة هو جعل أوروبا أول قارة خالية من الكربون بحلول عام 2050، مما سيؤدي إلى تغييرات جذرية في أنماط الإنتاج والاستهلاك.
وأضاف أن هذا سيتطلب من القطاع الزراعي المغربي التكيف مع المعايير البيئية الجديدة، مثل تقليص انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، واستخدام الموارد الطبيعية بشكل مسؤول، وتبني ممارسات زراعية أكثر استدامة.
ورغم أن هذه التغييرات قد تمثل تحدياً للقطاع التصديري المغربي، إلا أنها توفر فرصة لتحديث الممارسات الزراعية وتعزيز القدرة التنافسية في الأسواق الدولية، بحسب صديقي.
وأكد على أهمية الاستفادة من هذا الانتقال لتحسين الإنتاجية والاستدامة واحترام البيئة.
وأشار صديقي إلى أن المغرب قد بدأ بالفعل في اتخاذ خطوات مهمة نحو الزراعة المستدامة من خلال استراتيجيات جديدة، لكن هناك حاجة لتسريع وتوسيع هذه الجهود، خاصة في إدارة المياه.
ودعا إلى تعزيز التقنيات الزراعية الصديقة للبيئة، وتحسين استخدام الموارد المائية، وتقليل استخدام المدخلات الكيميائية، وتعزيز إمكانية تتبع المنتجات.
وختم الوزير بدعوة المصدرين إلى النظر في “الصفقة الخضراء” كفرصة لتحديث قطاع الزراعة المغربي، وتنويع أسواقه، وزيادة القيمة المضافة للمنتجات المغربية على الساحة الدولية.
تناول المؤتمر، الذي نظمته المؤسسة المستقلة لمراقبة وتنسيق الصادرات “موروكو فوديكس”، التأثيرات الملموسة للـ “الصفقة الأوروبية الخضراء” على صادرات المنتجات الغذائية والفلاحية والبحرية المغربية إلى الاتحاد الأوروبي، إلى جانب المتطلبات البيئية الحديثة والفرص التي تقدمها القطاعات الفلاحية والصيد البحري وتربية الأحياء المائية في المغرب.
تسعى “الصفقة الأوروبية الخضراء” إلى تحويل الاقتصاد الأوروبي إلى اقتصاد مستدام بحلول عام 2050، من خلال تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون إلى الحد الأدنى عبر مجموعة من السياسات والقوانين المتعلقة بالمناخ والزراعة والتنوع البيولوجي والطاقة والاقتصاد الدائري والغابات والتلوث.