لماذا تعد المرونة سمة حيوية للقادة في عصر التغيير السريع؟
تعد المرونة سمة حيوية تلعب دوراً حاسماً في تطوير مهارات القيادة القوية، لا سيّما في عالم الأعمال اليوم سريع الخطى والمتغير باستمرار، حيث يواجه القادة العديد من التحديات والشكوك.
– خلال هذه الأوقات الصعبة تصبح المرونة عاملاً حاسمًا في قدرة القائد على اجتياز الشدائد والخروج أقوى من أي وقت مضى.
– يُعرف القادة المرنون بأنهم أولئك الأشخاص الذين يتمتعون بالمهارة والمرونة في تغيير أساليبهم القيادية بسرعة وحكمة وذلك استجابةً لأي ظرف طارئ، إضافةً إلى تحسين وتطوير مهارات التكيف مع أي تغير جديد غير متوقع بمجرد حدوثه.
– لا تتعلق المرونة فقط بالقدرة على البقاء والازدهار والتكيف مع المواقف الآنية وحسب، بل يجب على القيادي المرن أن يكون قادرًا على تبني سلوكيات جديدة، يعبر ذلك عن قدرة القائد على الإبداع في عمله وإيجاد الأساليب الجديدة لحل المشكلات.
– ينبغي على القيادي المرن أيضًا أن يكون على دراية بجميع المواقف والحالات التي لا ينفع معها تطبيق نهجه القديم والقدرة على اتخاذ القرار المناسب للتعامل مع المشكلة.
– في الواقع، يصعب التحلي بقدر من المرونة بشكل خاص عندما يتسم المرء بالجمود ويكون مقيّدا بنسخة واحدة من نفسه ولسان حاله “أنا أحب نفسي كما أنا”، أو “لماذا يجب أن أتغير إذا كنت أعرف أنني رائع بالفعل؟”، بينما يطالب العالم بأن يتغير.
– لكن الحقيقة هي أنه إذا لم نتمكن من تلبية هذه المطالب والتغير، فقد لا نصبح قادة على الإطلاق.
– بعبارة أخرى، يجب أن يكون القائد بالصورة التي يطلبها الناس. الأمر بسيط وأساسي – حتى تحتاج إلى تقديم نفسك بطرق جديدة غير معتادة.
– وهذا يعني تقييم المدى الذي يجب أن نصل إليه عند تلبية مطالب الآخرين مع الاستمرار في تلبية تلك المطالب بطريقتك الخاصة.
– وبالتالي، فإن المرونة – من هذا المنظور – تسمح لك باستخدام ذكائك (خيالك، تفكيرك الاستراتيجي) لتقديم استجابة ذات مغزى مع الاحتفاظ بالسيطرة على ما يجعلك مميزًا في المقام الأول.
– إنه نوع من التوازن. أنت تحدد إلى أي مدى ستذهب إليه لتجديد أسلوبك، مع الاحتفاظ بنقاط القوة الداخلية التي ستجعلك قائدًا فعالًا.
– تروي دينيس، وهي مديرة تنفيذية رفيعة المستوى كيف طُلب منها أن تصبح أكثر ودًا وأقل عدوانية إذا أرادت الوصول إلى منصب الإدارة العليا.
– في البداية، اعتبرت هذا المطلب إهانة شخصية واستمرت في التصرف بأسلوبها المعتاد. ولكن عندما أدركت أخيرًا أن حياتها المهنية كانت على المحك وأن التغيير هو السبيل الوحيد للمضي قدمًا، بدأت تتعلم كيف تكون أقل عدوانية.
– اكتشفت دينيس أن المرونة، مثل التقدير، هي الجزء الأفضل من الشجاعة. أي أنه إذا أرادت أن تقود، فيجب أن يُنظر إليها على أنها تريد أن تقود بالطريقة التي يتطلبها زملاؤها في العمل.
– لا يمكننا أن نكون أحاديي التفكير في السعي وراء القيادة؛ لا يمكننا أن نفترض أن كل شيء متروك لنا من حيث مدى استيفائنا للمعايير الموضوعية.
– المفارقة هنا هي أن الجميع يفترض أن القيادة تعزز الأنا، في حين أنها قد تتطلب في الواقع أن نتخلى عن بعض جوانب أنفسنا التي تكون منطقية بالنسبة لنا ولكن ليس للآخرين.
– عندما نواجه أشخاصًا آخرين – أي عندما نتصرف في مواقف مختلفة في طريقنا لنصبح قادة – يجب أن نظهر قدرا من المرونة تسمح للآخرين بالشعور بالتقدير.
– يجب أن نُظهر بالقدوة أننا متجاوبون ومهتمون وموثوقون. لم نغير الصفات الأساسية التي تجعلنا فعالين، لكننا غيرنا الطريقة التي نشجع بها الناس على دعمنا والثقة بنا.
– بغض النظر عن الطريقة التي تتصرف بها بعيدًا عن العمل، يجب أن تنمي سلوكًا “قويمًا” في العمل. هذا أمر أساسي لتتسم بالمرونة بما يكفي للتوافق مع زملائك، وهو أمر أساسي لتصبح مديرًا ناجحًا.