روسيا تتفوق على فرنسا كمورد رئيسي للقمح اللين إلى المغرب وسط تراجع الإنتاج الفرنسي
مع الانخفاض الحاد في إنتاج الحبوب، يبدو أن المغرب على وشك أن يصبح أكبر مستورد للقمح اللين من روسيا، متفوقًا على فرنسا التي كانت المورد الرئيسي لهذا النوع من القمح لعدة سنوات.
و يُعزى هذا التحول إلى التراجع التاريخي في المحصول الفرنسي وحاجة المملكة لضمان إمداداتها من القمح.
في غشت 2024، تجاوزت روسيا فرنسا في تصدير القمح اللين إلى المغرب، حيث أرسلت 1.92 مليون قنطار مقارنة بـ0.33 مليون قنطار فقط من فرنسا.
و سجلت فرنسا، التي كانت المورد التقليدي للقمح اللين للمغرب، محصولًا منخفضًا تاريخيًا هذا العام قدره 25.17 مليون طن، وهو أقل بكثير من متوسط إنتاجها المعتاد البالغ حوالي 35 مليون طن.
هذا الانخفاض، نتيجة الظروف المناخية غير الملائمة، قلل من قدرتها على تلبية احتياجات شركائها التجاريين مثل المغرب.
نتيجة لهذا النقص في الإنتاج الفرنسي، اضطر المغرب إلى تنويع مصادر إمداداته، حيث قدمت دول أوروبية أخرى مثل رومانيا وأوكرانيا كميات إضافية لتلبية الطلب الوطني.
و في غشت ، استورد المغرب ما مجموعه 4.23 مليون قنطار من القمح اللين، وهو ما يكفي لتلبية احتياجات المطاحن المحلية التي تستهلك في المتوسط 4.25 مليون قنطار شهريًا.
بين يونيو و غشت 2024، بلغت إجمالي واردات الحبوب إلى المغرب 10.69 مليون قنطار، مما يعكس زيادة ملحوظة مقارنة بالأعوام السابقة.
ويأتي هذا في سياق موسم زراعي صعب للمغرب، حيث تراجع الإنتاج الوطني للحبوب إلى 31.2 مليون قنطار، منخفضًا بنسبة 43% عن العام السابق، نتيجة للجفاف.
توقع المحللون احتمال ارتفاع أسعار الحبوب في الأشهر المقبلة بسبب انخفاض المخزونات الأوروبية وعدم الاستقرار في الأسواق العالمية.
و من المرجح أن يستمر المغرب في زيادة واردات القمح اللين لتعويض الانخفاض في إنتاجه المحلي، ويمكن أن تواصل المملكة جهودها لتنويع مصادر إمدادها لتقليل المخاطر المرتبطة بالاعتماد على عدد قليل من الموردين الرئيسيين.