طنجة تبرز كمركز عالمي لصناعة السيارات الكهربائية بفضل استثمارات كبيرة
برزت مدينة طنجة كمركز رئيسي لجذب الاستثمارات العالمية في قطاع صناعة مكونات السيارات الكهربائية. و في ظل التحولات الاقتصادية العالمية والاهتمام المتزايد بالطاقة المستدامة، تعكس الزيادة الكبيرة في الاستثمارات التي شهدتها المنطقة الصناعية في طنجة موقعها الاستراتيجي وبنيتها التحتية المتطورة التي تستقطب الشركات متعددة الجنسيات.
وفقاً لتقرير نشرته صحيفة “لاراثون” الإسبانية، تقود شركة Sentury Tire الصينية هذه الاستثمارات بتدشين مصنع ضخم لإنتاج إطارات السيارات، بتكلفة تصل إلى 490 مليون دولار.
و يمتد المصنع على مساحة 20 هكتارًا ومن المتوقع أن يبدأ الإنتاج في شتنبر الجاري بطاقة إنتاجية سنوية تصل إلى 12 مليون إطار، مع توجيه معظم الإنتاج للتصدير إلى الولايات المتحدة بفضل اتفاقية التبادل الحر بين المغرب وواشنطن.
من جهة أخرى، أعلنت مجموعة “BTR New Material Group” الصينية عن استثمار كبير بقيمة 3 مليار درهم لإنشاء مصنع لإنتاج الكاثودات، وهي مكونات أساسية في بطاريات السيارات الكهربائية.
و من المتوقع أن يبدأ المصنع عملياته في سبتمبر 2026 بطاقة إنتاجية تصل إلى 25 ألف طن سنوياً، مع إمكانية زيادة الإنتاج في المرحلة الثانية.
و في غشت من هذا العام، كشفت شركة صينية أخرى، من الموردين الرئيسيين لشركات مثل BYD وTesla وVolkswagen، عن خطط لإنشاء مصنع جديد لإنتاج مواد الأنود باستثمار يتجاوز 363 مليون دولار.
و سيعزز هذا المصنع، الذي سيصل إنتاجه السنوي إلى 60 ألف طن، من قدرة المغرب على تصنيع مكونات البطاريات المتطورة.
وتتواصل المشاريع الكبيرة في طنجة، حيث استثمرت شركتا “هايلانغ” و”شينزوم” نحو 910 ملايين دولار في إنشاء مصانع جديدة.
هذه المشاريع ستوفر آلاف فرص العمل وتعزز الصادرات المغربية إلى الأسواق العالمية.
بالإضافة إلى ذلك، تسعى المجموعة الكندية “SRG Mining” للاستفادة من الموارد الطبيعية في أفريقيا من خلال شراكة مع الشركة الصينية “C-ONE” لإنشاء مصنع يعتمد على الجرافيت المستورد من غينيا لتصنيع الأنودات.
و يتطلب هذا المشروع استثماراً يصل إلى 500 مليون دولار، مما يعزز من دور المغرب كمحور رئيسي في سلسلة التوريد العالمية لصناعة السيارات الكهربائية.
تؤكد هذه الاستثمارات الضخمة على الجاذبية المتزايدة لطنجة كوجهة استثمارية رائدة، بفضل موقعها الاستراتيجي وبنيتها التحتية المتطورة التي تتيح للشركات تحقيق نمو سريع ودخول أسواق جديدة.
في ظل هذه التطورات، يبدو أن طنجة في طريقها لتصبح واحدة من أهم المراكز العالمية في صناعة السيارات الكهربائية، مما يعزز من مكانة المغرب في الاقتصاد العالمي ويضعه في قلب التحولات الصناعية المستقبلية.
وقد أشار رئيس الحكومة المغربية، عزيز أخنوش، إلى أن تدفق الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى المملكة شهد زيادة ملحوظة منذ بداية هذا العام، حيث بلغ 13.1 مليار درهم، وهو رقم قياسي لم تشهده المملكة من قبل.
وأكد أن الحكومة تسعى جاهدة لجعل المغرب في صدارة الوجهات الاستثمارية العالمية، بما يتماشى مع التعليمات الملكية، وتهدف إلى تحقيق الريادة المغربية في مجالات المستقبل، خاصة في قطاع الطاقة.