هل تستمر الموجة البيعية للأسهم الأمريكية؟ أم أن التراجع مؤقت؟
غذت الأسهم التكنولوجية وخاصة المتعلقة بالذكاء الاصطناعي مؤشرات الأسهم الأمريكية ودفعتها للارتفاع في وقت سابق من هذا العام، لكنها شهدت مؤخرًا حالة من التراجع، كما اجتاحت السوق بشكل عام موجة بيعية عنيفة بسبب مخاوف من ركود محتمل للاقتصاد الأمريكي.
هبطت الأسهم الأمريكية أمس بوتيرة حادة وتراجع مؤشر ناسداك -الذي يعتمد على قطاع التكنولوجيا- بنسبة 3.4% إلى 16200 نقطة، مسجلاً أسوأ أداء يومي منذ يوليو 2022.
ولم يستجب الرئيس الأمريكي “جو بايدن” بشكل مباشر لحالة الذعر التي أصابت الأسواق الإثنين، بل أصدر بيانًا يروج لبرنامجه لإعفاء الطلاب من القروض، كما ظل البيت الأبيض مكتوف الأيدي، أما “ترامب” وحلفاؤه فوجهوا اللوم للإدارة الأمريكية ونائبة الرئيس “كامالا هاريس” المرشحة الديمقراطية للرئاسة.
ووصف “ترامب” الخسائر التي سجلها السوق أمس بأنها “كامالا كراش”، بعدما نسب الفضل لنفسه في ارتفاعات سوق الأسهم القياسية المسجلة في وقت سابق هذا العام واصفًا إياها بأنها إشارة إلى تفضيل المستثمرين حملته الانتخابية للعودة للبيت الأبيض.
لم يتضح الأمر بعد
ذكر “جون هيجينز” كبير خبراء الأسواق لدى “كابيتال إيكونومكس” في تقرير مشترك مع “ماركت ووتش”: يبدو الأمر أقل تشابهًا بعام 2000 -عندما انفجرت فقاعة الدوت كوم- عن عام 1998 حين تزامن تراجع مؤقت في أسعار الأسهم مع ارتفاع الين.
ويتوقع “هيجينز” تعافي سوق الأسهم مع صمود الاقتصاد الأمريكي بشكل أفضل مما كان يُخشى، ومع إعادة اكتشاف المستثمرين لحماسهم تجاه تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.
وترى “كابيتال إيكونومكس” أن المخاوف بشأن الركود في الولايات المتحدة ستثبت في النهاية أنها مبالغ فيها.
وذكر “كلارك بيلين” رئيس ومدير الاستثمار شركة الاستثمار “بيلويثر ويلث” لشبكة “إيه بي سي نيوز” في بيان: تقلب سوق الأسهم أمر طبيعي للغاية، ونعتقد أن الاقتصاد لا يزال متحركاً على أساس سليم.
وقال “كريس زاكاريلي” كبير مسؤولي الاستثمار لدى “أندبندنت أدفيزور أليانس”: من السابق لأوانه معرفة ما إذا كان تقرير الوظائف الأخير المخيب للآمال ينبئ بخسائر مستدامة لسوق الأسهم.
عوامل أخرى
أشار “هيجينز” إلى عاملين آخرين ساهما في قلق المستثمرين الأخير، الأول متعلق بالمخاوف من أن عودة الرئيس الأمريكي السابق “دونالد ترامب” للبيت الأبيض المحتملة قد تؤدي إلى رد فعل عنيف ضد شركات التكنولوجيا الكبرى.
إلى جانب القلق من تصريحات المرشح الجمهوري للرئاسة بشأن التزام الولايات المتحدة بالدفاع عن تايوان، إلى جانب جهود الإدارة الحالية للرئيس “بايدن” لتقييد مبيعات معدات صناعة الرقائق للصين.
وسبب آخر هو تعافي الين الياباني مؤخرًا أمام الدولار، وهو ما قد يجبر بعض المستثمرين على التخلص من مراكزهم في الأسهم الأمريكية.
ولكن لا تزال الصورة غير واضحة بشأن مسار الأسهم الأمريكية في الأيام المقبلة، مع ترقب المستثمرين لتصريحات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي، ودراسة إمكانية التدخل المفاجئ للبنك وخفض الفائدة، فضلاً عن ترقب بيانات التضخم التي ستصدر الأسبوع المقبل.