انتعاش قطاع النسيج والألبسة في المغرب وخارطة طريق لرفع الصادرات إلى 50 مليار درهم
قطاع النسيج والألبسة في المغرب يشهد انتعاشاً ملحوظاً في الآونة الأخيرة، مما دفع وزارة الصناعة والتجارة إلى وضع خارطة طريق تهدف إلى رفع صادرات القطاع إلى 50 مليار درهم في السنوات القليلة المقبلة.
تاريخياً، كان هذا القطاع، إلى جانب الفلاحة والفوسفاط، من أكبر القطاعات التصديرية التي تحمل علامة “صنع في المغرب”، كما كان أحد أهم المصادر لتوفير فرص العمل، خاصة للنساء. حيث يساهم قطاع النسيج والألبسة بنسبة 21% من إجمالي مناصب الشغل في المغرب.
رغم ذلك، واجه القطاع تحديات كبيرة مثل المنافسة الشديدة والأزمات الاقتصادية التي تعصف بشركائه الرئيسيين مثل فرنسا وإسبانيا. هذه التحديات كادت أن تضر بالقطاع بشكل كبير قبل أن يستفيد من خطة التسريع الصناعي التي أطلقت في عام 2014.
حالياً، يواجه القطاع تحدي التنمية المستدامة، خاصة بعد مصادقة البرلمان الأوروبي على آلية نزع الكربون التي ستبدأ في التنفيذ تدريجياً ابتداءً من عام 2026. هذا يتطلب من القطاع الاستعداد للتحول الطاقي، خصوصاً وأن الاتحاد الأوروبي هو الزبون الأول للنسيج المغربي.
الآن، استعاد القطاع عافيته، حيث ارتفعت قيمة صادراته إلى أكثر من 44 مليار درهم. وتعمل وزارة الصناعة والتجارة على تنفيذ أكثر من 170 مشروع استثماري لدمج القطاع وجعله متماشياً مع متطلبات الأسواق الدولية، بهدف رفع قيمة صادراته إلى 50 مليار درهم.
يضم قطاع النسيج في المغرب حالياً 1600 شركة مسجلة، تحقق إجمالي معاملات يزيد عن 60 مليار درهم، مما يعكس أهمية هذا القطاع في الاقتصاد الوطني.